«كارثة إنسانية» أزمة اللاجئين السودانيين في تشاد تهدد حياة الأطفال

اليونيسف: أزمة اللاجئين السودانيين في تشاد بلغت مستويات كارثية والأطفال يدفعون الثمن الأكبر

أزمة اللاجئين السودانيين في تشاد تتصاعد بشكل غير مسبوق، حيث أطلقت منظمة اليونيسف تحذيراتها بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق الحدودية، وتشير البيانات إلى أن الوضع بات يفوق التوقعات مع ارتفاع أعداد الفارين من النزاع الدامي في السودان، مما يلقي بظلال قاتمة على مستقبل الأطفال الذين أصبحوا الضحية الأكبر.

أعداد اللاجئين السودانيين تتجاوز التوقعات

وفقًا للإحصائيات، فقد وصل عدد اللاجئين السودانيين المسجلين في تشاد إلى ما يزيد عن 856،783 لاجئًا، بينما عاد 273،654 تشاديًا من السودان إلى ديارهم هربًا من الصراع المستمر، وهذا ما يعكس مدى استفحال الأزمة، ومما يضاعف من وطأة الأزمة أن الأطفال يمثلون قرابة ثلثي اللاجئين والعائدين، حيث تصل نسبتهم إلى 61% من اللاجئين و68% من العائدين، ما يعني أن أكثر من نصف المتضررين هم من الفئات العمرية الصغيرة التي تحتاج إلى الحماية والرعاية.

وفي خطوة تسلط الضوء على تدهور الأوضاع، شهدت مناطق وادي فيرا وإنيدي الشرقية استقبال أكثر من 70،492 لاجئًا جديدًا خلال الفترة الأخيرة، وذلك بعد موجات العنف التي اجتاحت مخيمي زمزم وأبو شوك في السودان، هذا التدفق المتزايد يزيد من العبء على موارد تشاد المحدودة ويُفاقم معاناة اللاجئين.

الأطفال في مواجهة الخطر الأكبر

تُظهر الأرقام أن الأطفال هم الأكثر تأثرًا بالأزمة الإنسانية الحالية، حيث يعاني أغلبهم من الانفصال عن أسرهم، وهو ما وصل إلى نسبة تقارب 60% من بين اللاجئين، بالإضافة إلى تعرضهم لانتهاكات جسيمة مثل العنف الجسدي والجنسي والتجنيد القسري، ما يجعل هؤلاء الصغار عرضة لآثار نفسية وجسدية طويلة الأمد.

ويلعب غياب البنية التحتية الملائمة في مناطق استقبال اللاجئين دورًا رئيسيًا في تعقيد الأزمة، حيث تفتقر المخيمات إلى الاحتياجات الأساسية مثل المياه النظيفة والرعاية الصحية والتعليم، ما يجعل الأولوية العاجلة هي تحسين الظروف المعيشية لهؤلاء الأطفال، فهم ليسوا فقط ضحايا الحروب، بل أيضًا رهائن لغياب القدرة على تقديم الدعم الكافي.

دعوات اليونيسف للتحرك الدولي

أكدت اليونيسف في تقاريرها على ضرورة التحرك بسرعة على المستوى الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية ومواجهة الأزمة بشكل عاجل، حيث دعت إلى توفير التمويل اللازم لتحسين الخدمات في مخيمات اللاجئين ومناطق استقبال العائدين، وكشفت المنظمة عن بعض الأولويات الرئيسية التي تتضمن تحسين حماية الأطفال والنساء من العنف والتشريد وضمان حصولهم على التعليم والرعاية الصحية المناسبة.

كما شددت المنظمة على أهمية العمل بشكل جماعي لكل من الحكومات والمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة من أجل توفير الإمدادات الغذائية والطبية وبناء البنية التحتية الأساسية التي يمكنها استيعاب الموجات الحالية والمستقبلية من اللاجئين.

  • توفير مأوى عاجل في مناطق استقبال اللاجئين
  • تقديم خدمات الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال المتضررين
  • إنشاء مراكز تعليم طارئة للأطفال في المخيمات
  • توفير مياه نظيفة وصرف صحي مناسب
  • دعم برامج الغذاء والوقاية من الأمراض المعدية
الفئة النسبة المئوية الوضع المعيشي
الأطفال اللاجئين 61% انفصال عن الأسر، نقص الخدمات الأساسية
النساء اللاجئات 27% تعرض للعنف، نقص الرعاية الصحية
المسنون والمحتاجون لرعاية 12% اغتراب، ظروف معيشية صعبة

الأزمة الإنسانية التي يعيشها اللاجئون السودانيون في تشاد تتطلب تكاتفًا دوليًا واهتمامًا فوريًا لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الهجرة القسرية وضمان إعادة الاستقرار، ويظل تقديم الدعم للأطفال هو الأولوية الحاسمة، فهم المستقبل الذي يتحتم حمايته من أجل أمل جديد يلوح في الأفق.