«خطوة استراتيجية» الربط الكهربائي مع السعودية يعزز دور مصر كمحور طاقة إقليمي

الربط الكهربائي بين مصر والسعودية: نقطة تحول لمصر كمحور إقليمي للطاقة

الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يعد خطوة استراتيجية هائلة نحو تحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، ويبرز هذا المشروع ضمن مشروعات الربط الكهربائي التي تخطتها مصر بعزم، ليعزز مكانتها إقليميًا ودوليًا، ويساهم في تحقيق تكامل شبكات الكهرباء، وضمان أمن الطاقة بالمنطقة، مع فتح آفاق جديدة للتعاون مع الدول المجاورة.

أهمية مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي

مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي يشكل أحد أهم المشروعات الإقليمية في مجال تبادل الطاقة، إذ يتمتع المشروع بقدرة تبادل تصل إلى 3000 ميجاوات في المستقبل، محسنًا كفاءة استخدام الطاقة في البلدين، ومن المتوقع اكتمال المشروع بنسبة تنفيذ تصل إلى 76.9% بنهاية مايو 2025، مما يتيح ربطًا كهربائيًا يمتد من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة بالمملكة مرورًا بتبوك.

هذا المشروع له أهمية استراتيجية لدوره في تعزيز توفير الطاقة على مدار الساعة، وتقليل معدلات فقدان الطاقة الناتجة عن انتظام الأحمال في الشبكات، إلى جانب إمكانية تصدير فائض الكهرباء إلى دول أخرى، ما يجعل مصر مركزًا داخليًا ومحورًا لإنتاج وتبادل الطاقة في المنطقة بفضل بنيتها التحتية المتكاملة.

تحديات ونجاحات قطاع الطاقة المتجددة في مصر

قامت مصر على مدى السنوات الماضية بتنفيذ الكثير من مشروعات الطاقة المتجددة لتحسين إنتاجها وزيادة قدراتها التصديرية، ومن ضمنها محطات توليد الطاقة العملاقة مثل محطات سيمنز الثلاثة (العاصمة الإدارية، بني سويف، البرلس) التي تبلغ قدرتها الإجمالية حوالي 14.4 ألف ميجاوات، بالإضافة إلى أكبر مجمع للطاقة الشمسية بالعالم “مجمع بنبان”، مع قدرة إنتاجية تصل إلى 1465 ميجاوات.

ترافقت هذه النجاحات مع زيادة كبيرة في القدرات الاسمية للشبكة الكهربائية الوطنية بنسبة 86.6%، لتصل إلى 59.7 ألف ميجاوات، متجاوزة بذلك الطلب المحلي بكثير، حيث زادت الأحمال القصوى بنسبة 41% فقط، ما أدى لتوفير فائض يمكن استغلاله في مشروع الربط الكهربائي وزيادة صادرات الكهرباء.

  • تحسين كفاءة الشبكات لتقليل الفاقد في نقل الكهرباء
  • تنفيذ مشروعات طاقة الرياح، مثل مزرعة جبل الزيت
  • تحقيق زيادة مستدامة في إنتاج الطاقة المتجددة
  • تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية الداعمة للطاقة النظيفة

آفاق الربط الكهربائي مع دول الشرق الأوسط وأوروبا

لم يقف طموح مصر عند حدود الربط الكهربائي مع السعودية فقط، بل يمتد إلى مشروعات مشابهة مع كل من السودان وليبيا وكذلك دول أوروبية مثل اليونان وقبرص، والمستهدف من ذلك تبادل كميات ضخمة من الكهرباء، حيث تصل في بعض الخطوط عند مرحلتها الأولى إلى 3000 ميجاوات، مع إمكانية مضاعفتها مستقبلاً.

على سبيل المثال، الخط مع ليبيا المستهدف رفعه إلى قدرة 2000 ميجاوات، وخط الربط مع السودان الذي انطلق بقدرة 80 ميجاوات ومن المخطط له الوصول إلى 300 ميجاوات بالمرحلة الثانية، كما أن مشروع الربط الثلاثي بين مصر/ اليونان/ قبرص أصبح من أبرز المشاريع القائمة، حيث يوفر منفذًا لتصدير الطاقة المصرية إلى أوروبا، مما يعزز الروابط الاقتصادية بين القارات.

المشروع البداية القدرة المستهدفة
الربط مع السعودية 2025 3000 ميجاوات
الربط مع السودان 2020 300 ميجاوات
الربط مع اليونان وقبرص 6000 ميجاوات

من خلال تلك المشروعات، تواصل مصر فتح الأبواب أمام الاستثمارات المحلية والدولية، مدعومة بتأكيدات الوكالات الدولية للطاقة على أن هذه الخطوات هي البداية نحو تحقيق مستقبل أكثر استدامة واستقرارًا للطاقة في المنطقة.