«صدمة الأسواق» سعر الدولار مقابل الجنيه لماذا يرتفع بجنون الآن

سعر الدولار مقابل الجنيه ارتفع بشكل ملحوظ في الأيام الماضية، لتصبح التحركات في سوق الصرف محط أنظار الجميع، خاصة مع الأجواء الملتهبة العالمية التي تؤثر على الاقتصاد المصري، وبشكل خاص القطاع المصرفي، فالتحركات الجغرافية والسياسية باتت تدفع المستثمرين بعيدًا عن المخاطر، ما يزيد من التقلبات التي تشهدها العملة المحلية وأسعار الصرف في البنوك المختلفة.

كيف تؤثر التوترات العالمية على سعر الدولار مقابل الجنيه؟

تشهد الأسواق العالمية حالة من عدم الاستقرار الناتجة عن التوترات الجيوسياسية، ووفق تصريحات الخبراء، يصبح الدولار الملجأ الآمن الذي تلجأ إليه رؤوس الأموال وقت الأزمات، فالأحداث التي وقعت بين إسرائيل وإيران أحدثت موجة من القلق، دفعت المستثمرين الدوليين للابتعاد عن الأسواق الناشئة، وفي مقدمتها مصر.

فإذا نظرنا إلى الأسواق المحلية، نجد طلبًا متزايدًا على الدولار من الشركات التي تستورد السلع، خوفًا من تعطل الإمدادات أو ارتفاع الأسعار بشكل أكبر في المستقبل، إذ تلجأ هذه الشركات لمحاولة توفير حاجاتها من العملة الأجنبية سريعًا لتأمين عملياتها، ومن جانب آخر تأتي القيود الحكومية على استخدام الاحتياطي الأجنبي لتزيد من الضغوط على السوق، وهو ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع ملحوظ في سعر الدولار مقابل الجنيه داخل البنوك الرسمية.

ما هي آلية عمل البنوك في ظل ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه؟

البنوك في الواقع تجد نفسها أمام تحدٍ كبير في التحكم بتقلبات سعر الصرف، فهي تعمل حسب سياسة البنك المركزي المصري، الذي يوجه الاحتياطي الأجنبي لمواجهة الأولويات الاستراتيجية كالديون والواردات الضرورية، ومع ذلك يظهر التغير اليومي بسعر الدولار خصوصًا في البنوك المختلفة، بسبب بعض العوامل كعرض الطلب في السوق.

عادةً، تعيد البنوك تحديث أسعار الصرف بشكل دوري خلال اليوم لمواجهة التحركات السريعة في السوق، إليك نظرة مبسطة على أسعار اليوم في بعض البنوك:

البنك سعر الشراء سعر البيع
بنك الإسكندرية 50.60 جنيهًا 50.70 جنيهًا
بنك فيصل الإسلامي 50.60 جنيهًا 50.60 جنيهًا
بنك البركة 50.50 جنيهًا 50.60 جنيهًا

تظهر هذه الأرقام التفاوت البسيط بين البنوك، حيث تسعى لتلبية احتياجات العملاء مع مراعاة شح العملة الأجنبية وزيادة المتطلبات.

ما هي أبرز العوامل المؤثرة على سعر الدولار مقابل الجنيه؟

هناك العديد من العوامل التي تلعب دورًا في تحديد سعر الدولار مقابل الجنيه، ومن أبرزها:

  • التوترات الدولية: الأوضاع السياسية والعسكرية العالمية تؤثر بشكل كبير على استقرار العملات، مما يزيد الطلب على الدولار.
  • الاحتياطي النقدي: قدرة البنك المركزي على دعم العملة المحلية مهمة في حالات الضغط.
  • حركة الأموال الساخنة: خروج الاستثمارات الأجنبية من سوق الأسهم والسندات المصرية يمكن أن يؤثر بسرعة على قيمة الجنيه مقابل الدولار.
  • الواردات والاحتياجات المحلية: ارتفاع احتياجات السوق المحلي من العملات الأجنبية لدفع مستحقات الاستيراد يضع ضغطًا إضافيًا على أي نقد أجنبي متوافر.

ماذا يعني ذلك بالنسبة لاقتصاد مصر؟

يؤثر ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه على العديد من الجوانب الاقتصادية داخل البلاد، أولًا، يشهد المواطن زيادة بالتكاليف المعيشية مع ارتفاع أسعار السلع المستوردة، كما تواجه الشركات الصناعية المحلية تحديات مرتبطة بتكلفة استيراد المواد الخام، وعلى المستوى الأكبر، قد يؤدي هذا إلى تباطؤ واضح في حركة الاقتصاد بشكل عام.

بالإضافة إلى ذلك، تعاني البورصة المصرية من ضغوط متزايدة مع التوترات الدولية، حيث يتجه المستثمرون للتخارج من السوق لصالح ملاذات آمنة أخرى كالدولار أو الذهب.