«صدمة اقتصادية» سعر الدولار مقابل الليرة السورية يصل إلى أعلى مستوى في دمشق

شهد سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية تغييرات ملحوظة اليوم وسط أجواء مليئة بالترقب والحذر، حيث ترتبط تقلبات العملة بشكل مباشر بالوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد، وقد أثرت بشكل كبير على حياة المواطنين الذين يجدون أنفسهم في مواجهة مستمرة مع الأسعار المتصاعدة، مما يزيد من التحديات اليومية على مختلف الأصعدة.

ارتفاع جديد في سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية

مع بداية يوم السبت 14 يونيو 2025، سجل الدولار ارتفاعًا كبيرًا أمام الليرة السورية، حيث بلغ سعره للشراء 9900 ليرة ووصل في بعض المناطق إلى 10150 ليرة، في حين تخطى سعر البيع حاجز 10250 ليرة، ليقترب من أرقام قياسية جديدة أثارت الذعر بين المواطنين والتجار على حد سواء، وتعزى هذه التغيرات إلى عوامل عدة، منها تدهور الوضع الاقتصادي الداخلي، واستمرار العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، وضعف السيولة النقدية بالدولار في البلاد.
هذا الارتفاع المفاجئ في الدولار يلقي بظلاله على حركة الأسواق بشكل مباشر، حيث تحولت متابعة سعر الصرف إلى هاجس يصاحب يوميات السوريين، ويؤثر على قراراتهم الشرائية وخططهم المستقبلية.

تأثير سعر صرف الدولار على الوضع المعيشي

الارتفاع في سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية لا يمر دون أن يترك بصمته الثقيلة على حياة المواطنين، فمع كل صعود جديد تسجل الأسواق موجة من الغلاء تمتد لتشمل المواد الغذائية، الأدوية، وحتى الوقود المستخدم يوميًا، وتعاني العائلات السورية من ضغط معيشي شديد بسبب انعدام التوازن بين الدخل والتكاليف، يلي ذلك ازدياد معدلات الفقر وانتشار البطالة بشكل أوسع.
تجار السوق من جانبهم يجدون أنفسهم أمام معضلة التسعير، حيث يصبح من المستحيل وضع أسعار مستقرة للسلع في ظل تقلبات سعر الصرف، مما يؤدي إلى موجة من الركود، كما يخلق هذا الوضع بيئة مناسبة لارتفاع الاحتكار واستغلال الأزمات، وبالتالي تصبح السوق أكثر فوضوية ويضطر المواطن لدفع ثمن ذلك.

كيف يمكن التحكم بسعر صرف الليرة السورية؟

بالنظر إلى الأزمة الحالية، يظل السؤال المفتوح هو كيفية تحقيق الاستقرار في سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، الخبراء الاقتصاديون يؤكدون أن الحل يتطلب مجموعة من الخطوات الجذرية من بينها:

• تعزيز الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على الاستيراد والدولار
• تطوير سياسات نقدية مبتكرة تدعم قيمة الليرة السورية
• تخفيف العقوبات الاقتصادية لجذب الاستثمار الأجنبي
• تحسين الإدارة المالية وتوجيه الموارد بشكل أفضل

في ظل الأوضاع الراهنة يبدو أن الطريق طويل ومعقد، إلا أن تحقيق خطوات إيجابية على هذا المسار قد يدفع نحو استعادة جزء من الاستقرار الاقتصادي، مما قد يخفف من حدة المشكلة ولو مؤقتًا.

يظل الوضع الاقتصادي في سوريا معقدًا بقدر ما هو حساس، حيث إن سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية يمثل جزءًا هامًا من معاناة يومية تشهدها البلاد، وما بين الأمل في تحسن الظروف والخوف من استمرار الأزمة، ينتظر السوريون بوادر تغييرات قد تحمل لهم بصيصًا صغيرًا من التفاؤل.