«صدمة عالمية» اليمن خامس أكثر الدول تأثرًا بالكوليرا في العالم

ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن: واقع مأساوي يستوجِب تدخلاً عاجلاً

تواجه اليمن مجددًا ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة بمرض الكوليرا والإسهال المائي الحاد، في ظل استمرار الأوضاع الإنسانية والصحية المتدهورة التي تعاني منها البلاد منذ سنوات، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إطلاق نداء عاجل لضرورة التدخل السريع قبل أن تتفاقم الأزمة إلى مستويات لا يمكن السيطرة عليها.

أرقام صادمة تُبرز حجم الأزمة في اليمن

تشير تقارير حديثة إلى أن اليمن رصدت نحو 12,942 إصابة جديدة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد خلال الأشهر الأولى من عام 2025، مصحوبة بـ10 حالات وفاة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ويُلاحظ تسارع حاد في انتشار المرض، حيث تم تسجيل أكثر من 1352 حالة جديدة خلال شهر أبريل وحده، مما يشير إلى زيادة بنسبة 6% مقارنة بشهر مارس السابق، هذا التصاعد الخطير يُظهر ضعف البنية التحتية والنظام الصحي الهش في البلاد، فضلاً عن تفاقم الانهيار الإنساني مع استمرار الصراع.

وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، اليمن تصنّف خامس أكثر الدول تأثرًا بمرض الكوليرا عالميًا، حيث تأتي بعد دول أخرى متأثرة مثل جنوب السودان، وأفغانستان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأنغولا، ويُعتبر الترتيب مؤشرًا مقلقًا، خاصة وأن اليمن تُعد ثاني أعلى دولة في إقليم شرق المتوسط من حيث الإصابات.

الأمراض الوبائية تمتد في مناطق النزاعات

محافظة تعز، التي تُعد واحدة من أبرز المناطق المتضررة، تسجّل وحدها أكثر من 3,400 حالة إصابة بأمراض مختلفة، شملت الكوليرا، بالإضافة إلى الحصبة وحمى الضنك وحمى وادي النيل، تصاعد انتشار هذه الأمراض في ظل ارتفاع درجات الحرارة وغياب الخدمات الأساسية يمثل مشكلة خطيرة تهدد السكان بالمزيد من المعاناة، في السياق ذاته؛ شهدت بعض المديريات مثل موزع عودة ظهور الأمراض الوبائية بعد فترة انحسار، مما يعكس ضعف شبكات المياه والصرف الصحي وانتشار الملوثات.

القطاع الصحي بين الانهيار والاحتياج لدعم عاجل

العديد من المنشآت الصحية في اليمن تُعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الأساسية، مما يجعلها غير قادرة على الاستجابة الفعّالة للأزمة الصحية الحالية، بالإضافة إلى ذلك، يعتمد ملايين اليمنيين على شبكات مياه وصرف صحي متهالكة، ما يزيد من خطر انتشار الأمراض الوبائية، هذا الواقع دفع منظمة الصحة العالمية إلى إطلاق تحذيرات بضرورة التدخل الفوري، عبر برامج تطعيم مكثفة وتحسين الوصول إلى مياه الشرب النظيفة، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان.

• تكثيف حملات التطعيم الجماعي للحد من انتشار الأمراض
• تحسين شبكات المياه والصرف الصحي
• تعزيز التوعية المجتمعية بطرق الوقاية من الكوليرا والأمراض المشابهة
• توفير الدعم اللازم للكوادر الطبية المحلية والدولية

جدول يوضح مقارنة بحالات الكوليرا عالميًا

وفي ظل هذه الأرقام المروعة، تتحول الأنظار إلى ضرورة التدخل الإنساني لإغاثة اليمنيين الذين يواجهون أزمة متفاقمة قد تلقي بظلالها على مستقبل البلاد وملايين الأرواح التي تعتمد على تحرّك عاجل لتطويق هذه الكارثة الصحية المتصاعدة.