«سلوك غريب» السلوك اليمني بين الداخل والخارج كيف يختلف حقًا؟

حالة الإنسان اليمني بين الداخل والخارج: تساؤلات هامة وتحليل معمق

مظاهر التناقض في سلوك الإنسان اليمني داخل الوطن وخارجه
من الملاحظ أن الإنسان اليمني يمتاز بتميز لافت في سلوكه وقدراته عندما يخرج من بيئته المحلية، ورغم ما يظهر أحيانًا من ضعف إنتاجية أو أداء محدود داخل اليمن، إلا أن هناك تحولًا كبيرًا بمجرد انتقاله للعمل أو العيش في الخارج، هذه الظاهرة التي تحدث عنها الإعلامي هزاع البيل تبدو مليئة بالتناقضات، إذ نشهد مثلًا أن الطبيب اليمني الذي قد يواجه ضعف الثقة في مجتمعه المحلي يحظى بسمعة مهنية عالية في الخارج، حيث يظهر كفاءة استثنائية ومهارة تعكس قيمه الحقيقية

العمل خارج اليمن كشف حقيقة الطاقة الكامنة لدى الشخصية اليمنية، فكم من عامل اشتهر بإخلاصه وتفانيه هناك، بعد أن عجز عن إثبات نفس القدر من الالتزام في وطنه، أما على المستوى الثقافي والاجتماعي، فإن الالتزام باحترام القوانين والأنظمة في الخارج يتناقض أحيانًا مع سلوك نفس الشخص عند وجوده داخل بلاده

لماذا تتحسن كفاءة اليمني عند العمل والعيش في الخارج؟
الأسباب التي تفسر هذه الظاهرة تبدو معقدة، لكنها ترتبط بشكل أساسي بالبيئة، فعندما يجد الإنسان اليمني نفسه في بيئة منظمة تدعم الطموح وتسهل له وسائل النجاح، فإنه يبدأ سريعًا في تحقيق التغيير الإيجابي المطلوب، هذه البيئة تختلف بشكل كبير عن بعض الصعوبات التي تواجهه محليًا، مثل غياب الاستقرار الاقتصادي أو البنية التحتية المناسبة للعمل

تتمثل بعض الأسباب البارزة لتحسن سلوك اليمني خارج بلده في النقاط التالية:

  • وجود فرص عمل منظمة تحفز على الإنتاجية والانضباط
  • بيئة اجتماعية تحترم الكفاءات وتقدم التقدير المناسب
  • التفاعل مع قوانين صارمة تدفع الفرد للتقيد بالسلوك الحسن
  • توفر التدريب والدعم المهني المستمر

أما على مستوى المهن، فقد لاحظ الإعلامي هزاع البيل بأن الأطباء اليمنيين يتمتعون بسلوك متميز وكفاءة مهنية عندما يعملون في دول أخرى، وهو ما يجعلهم محل ثقة كبيرة خارج اليمن، لكن المؤسف أنهم لا يلقون نفس التقدير داخل وطنهم

مدى تأثير الظروف الاجتماعية والاقتصادية على الشخصية اليمنية
من المؤكد أن القوانين والأنظمة تلعب دورًا كبيرًا في توجيه سلوك الأفراد، فالبيئة اليمنية المحلية تعاني من تحديات اقتصادية وأمنية عديدة، وهو ما ينعكس على العديد من السلوكيات اليومية، على سبيل المثال، يمكن ملاحظة سلوك السائق اليمني، الذي قد يظهر تهورًا داخل البلاد، لكنه يصبح أكثر هدوءًا واحترامًا للقواعد بمجرد سفره إلى الخارج، الأمر لا يتعلق بالمبادئ أو الأخلاق، وإنما بتأثير البيئة المحيطة ومدى تطبيق القوانين بحزم

وفيما يلي جدول بسيط يوضح الفارق بين الداخل والخارج:

السلوك داخل اليمن خارج اليمن
الالتزام بالقوانين ضعيف أو محدود مرتفع ومنضبط
الإنتاجية مرتبطة بالضغوط الاقتصادية متميزة بفضل توفير دعم العمل
الثقة في الكفاءة قد تكون منخفضة مرتفعة بشكل ملحوظ

كيفية خلق بيئة محفزة داخل اليمن لاستثمار الطاقات
لإعادة استثمار القدرات التي أثبتها اليمنيون خارجيًا وتوجيهها نحو الإسهام في بناء مجتمعهم المحلي، يجب أن تتخذ خطوات ملموسة على صعيد تحسين البيئة المعيشية والعملية، هذه الإجراءات قد تشمل:

  • تطبيق قوانين صارمة وبشكل عادل على الجميع
  • تحسين البنية التحتية وتوفير فرص عمل تدعم التنمية الاجتماعية
  • إقامة برامج تدريبية للمهنيين بالتعاون مع الهيئات الدولية
  • تعزيز ثقافة التقدير للمواهب والكفاءات المحلية

تصريحات هزاع البيل ليست مجرد تعليق عابر، بل هي دعوة حقيقة للتفكير العميق حول كيفية تحسين واقع اليمنيين داخل بلدهم بنفس المستوى الذي يصلون إليه في الخارج، إنها فرصة لإعادة النظر في الظروف المحيطة وإيجاد حلول قابلة للتطبيق تعيد للإنسان اليمني دوره البارز كشريك حقيقي في التنمية والتطوير