«صدمة عالمية» استهداف حقل بارس الإيراني يرفع أسعار الغاز عالميًا

استهداف حقل بارس الإيراني أثار جدلًا عالميًا وضجة واسعة حول تأثيراته على أسعار الغاز الطبيعي في الأسواق الدولية، حيث يُعتبر هذا الحقل أكبر مصدر للغاز في إيران وواحدًا من أكبر الحقول عالميًا، لذلك فإن أي اضطراب ناتج عن تصعيد التوترات أو هجمات عسكرية يؤثر مباشرةً على التوازن الدقيق لإمدادات الغاز، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار نتيجة المخاوف من نقص الإمدادات العالمية، ومع وجود منطقة الشرق الأوسط كمنطقة تصدير رئيسية، فإن الأحداث السياسية والعسكرية تكتسب تأثيرها الفوري والواضح على أسواق الطاقة.

كيف يؤثر استهداف حقل بارس الإيراني على سوق الغاز؟

حقل بارس الجنوبي يشكل العمود الفقري لصناعة الغاز الطبيعي الإيرانية، مع كونه أكبر حقل غاز في العالم إذ تشترك إيران وقطر في ملكيته، يُعد هذا الحقل حاسمًا في تغطية الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي، لذا فإن استهدافه يجعل الأسواق الدولية أكثر تقلبًا نتيجة لتوقعات نقص المعروض، حيث تهيمن إيران وحدها على نسبة كبيرة من إنتاج الغاز المسال المُوجّه بشكل أساسي إلى الدول الآسيوية وأجزاء من أوروبا، ومع استمرار التوترات الجيوسياسية في المنطقة، فإن المستثمرين غالبًا ما يتجهون إلى شراء العقود الآجلة للغاز، مما يزيد من الأسعار العالمية.

• زيادة الطلب على الغاز الطبيعي المسال في الأسواق الأوروبية نتيجة تراجع التدفقات الإيرانية.
• اهتزاز ثقة المستوردين في قدرة إيران على الوفاء بالاتفاقيات طويلة الأجل.
• توجه الدول المستوردة للبحث عن بدائل جديدة مثل الغاز الأمريكي أو الأسترالي، ما يرفع تكاليف النقل.

ومن جهة أخرى، تعتمد آسيا بشكل متزايد على الغاز القطري والإيراني لتوليد الكهرباء والعمليات الصناعية، مما يعني أن أي توقف أو خلل في تدفق الغاز قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في المنطقة، في حين أن الأسواق الأوروبية، التي لا تزال تعاني من تداعيات أزمة الطاقة الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية، ستتأثر كذلك نتيجة اعتمادها الجزئي على الغاز الإيراني.

تأثير مضيق هرمز على نقل الطاقة

الموقع الجغرافي لإيران، وبالتحديد سيطرتها على مضيق هرمز، يجعلها لاعبًا رئيسيًا في منظومة الطاقة العالمية، حيث يمر عبر هذا المضيق حوالي خمس الإنتاج اليومي من النفط عالميًا، إضافةً إلى شحنات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال وصولاً إلى أسواق الطاقة، وبالتالي فإن وقوع أي اشتباك عسكري أو استهداف لحقول الغاز والبنية التحتية الإيرانية تسبب مخاوف جدية بشأن الملاحة البحرية، وهو ما يجعل التوترات في هذه المنطقة تؤدي إلى زيادة حالة عدم الاستقرار في الأسواق وتذبذب الأسعار.

الجدول التالي يوضح معلومات عن مضيق هرمز وأهميته:

مستقبل أسعار الغاز الطبيعي عالميًا

التوترات السياسية في منطقة الخليج لا تزال تمثل عاملًا رئيسيًا يؤثر على أسواق الغاز، وعلى الرغم من أن التوترات الجيوسياسية قد تزيد الأسعار بشكل مؤقت، إلا أن هناك محاولات من دول العالم الكبرى لضمان استقرار الإمدادات، مثل تنويع مصادر الطاقة أو زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، لكن هذه الحلول تتطلب وقتًا وجهودًا كبيرة، مما يعني استمرار تقلب أسواق الطاقة على المدى القريب.

من ناحية أخرى، الدول المنتجة للغاز مثل الولايات المتحدة وروسيا وأستراليا قد تستفيد من هذه الأزمات في ملء الفجوة التي تتركها إيران، ما يعزز من تنافسها على حصة أكبر في سوق الغاز الطبيعي، ولكن في الوقت نفسه، قد تواجه الأسواق الأوروبية والآسيوية صعوبات في التكيف مع مصادر جديدة، حيث إن تكاليف الاستيراد من دول بعيدة ستكون بطبيعة الحال أعلى.

في النهاية، يبدو أن استهداف حقل بارس الإيراني يعزز من حالة عدم اليقين حول الإمدادات العالمية، خاصةً في ظل الأوضاع الجيوسياسية المضطربة بالمنطقة، وهو ما سيستمر في الضغط على أسواق الطاقة مع احتمالات نمو تكاليف المستهلكين.