البابا تواضروس يقود عشية تاريخية في العلمين ويفاجئ بقرار جديد بشأن كنيسة السيدة العذراء.. تعرّف على كلماته عن قوة الله

في أجواء روحانية مليئة بالإجلال والخشوع، انعقدت عشية فريدة قادها قداسة البابا تواضروس الثاني مساء السبت بكنيسة السيدة العذراء والشهيدة مارينا بمدينة العلمين، محاطة بأعداد كبيرة من المصلين والكهنة، في حدث كنسي بارز حمل معه قرارات وإعلانات ذات مغزى تاريخي وروحي. قداسة البابا استغل المناسبة للإفصاح عن رؤية مستقبلية للكنيسة، شاملة قرارات إدارية ورسائل إيمانية عميقة تعكس قوة الله وحضوره المستمر في حياة المؤمنين.

رسالة روحية من البابا تواضروس: “قوة الله فوق كل ضعف”

بعد انتهاء صلاة العشية المباركة، تحدث قداسة البابا أمام الحضور بعظة لا تُنسى عنوانها “قوة الله”، استند فيها إلى كلمات من المزمور 18:1 قائلاً: “أحبك يا رب، يا قوتي”، حيث استعرض المعجزات والشواهد التي تُظهر قوة الله عبر التاريخ والتجارب الروحية العديدة، منها أحداث مثل إنقاذ الفتية الثلاثة من أتون النار في سفر دانيال والسيطرة الإلهية على الطبيعة في قصة يونان وتهدئة الرياح على يد السيد المسيح. كما تناول البابا بشكل مؤثر مشهد انتصار داود أمام جليات ليبرز كيف أن الضعف الإنساني يمكن أن يتحول إلى قوة خارقة بإرادة الله.

اختتم البابا حديثه عن القوة الروحية وكيفية تمكينها في حياة كل مؤمن، محددًا أربع نقاط رئيسية لتحقيق هذا التواصل المقدس:

• الاسترشاد بكلمة الله اليومية
• الالتزام بالأسرار الكنسية المقدسة
• عيش حياة القداسة الشخصية
• التفاعل من خلال الخدمة الروحية.

كما أكد أن الله يمنح القوة للمؤمن عبر الممارسة الروحية الصادقة، في إشارة إلى أهمية الصلاة والصوم في الحياة اليومية.

نقل تبعية الكنيسة إلى البطريركية بالإسكندرية

من بين أبرز الأحداث التي شهدها الاجتماع اللافت هو إعلان البابا تواضروس عن قرار نقل تبعية كنيسة السيدة العذراء والشهيدة مارينا للبطريركية بالإسكندرية تنفيذًا لوصية الأنبا باخوميوس الراحل، مؤسس الكنيسة، التي طالما حلمت بأن تكون حلقة وصل بين المقر البابوي ومجتمع العلمين. حيث اعتبر الكثيرون هذا القرار بمثابة نقطة تحول كبيرة تعيد الرسالة الروحية والإدارية للكنيسة القبطية في المنطقة.

إلى جانب هذا القرار، تم تكريم شخصيات تاريخية ودينية ساهمت في تأسيس وتطوير الكنيسة، وبالأخص الأنبا باخوميوس المتنيح الذي أظهر رؤية تاريخية لوضع الكنيسة كمقر بابوي بارز، مما يعكس التزام القبطية الأرثوذكسية بالحفاظ على إرثها الروحي والإيماني.

نظرة على دور الكنيسة والتحديات المستقبلية

استمرارًا للنهج الإداري والروحي الذي أُعلن عنه، أوضح قداسة البابا أن الكنيسة لن تكتفي بدورها الحالي فقط، بل ستركز على تعزيز وجودها في المجتمع المحلي والدولي بطريقة تجمع بين القداسة المستمرة والرؤية المعاصرة. أعلن القمص أبرآم إميل باعتباره وكيلًا للبطريركية بالإسكندرية توجيه اهتمام خاص بالأنشطة الموجهة نحو التعليم والخدمة الاجتماعية وأنشطة الشباب، ما يؤكد التزام الكنيسة بتعظيم دورها كمنارة روحية وبشرية.

هكذا يمكن القول إن صلاة العشية التي ترأسها البابا تواضروس في العلمين نقلت رسالة مزدوجة، مليئة بالسلام والروحانية، وركزت على رؤية الكنيسة التي تظل باقية على درب التقدم وتنفيذ خططها بمحافظة إيمانية وتخطيط مستقبلي ثاقب. لكل مؤمن دوره الخاص في ترجمة هذه القوة إلى عمل وبناء أعظم لمستقبل الكنيسة.