«تحركات خطيرة» مليشيا الحوثي تستحدث مواقع عسكرية حساسة في تعز

تحركات عسكرية لمليشيا الحوثي شمال تعز: استعدادات لجولة تصعيد جديدة

انتقلت مليشيا الحوثي إلى مرحلة جديدة من التحشيد العسكري شمال محافظة تعز، ومع هذه التحركات المتزايدة، أصبحت المنطقة أمام مواجهة قد تكون واحدة من أكثر الجولات تصعيدًا في النزاع اليمني حتى الآن، وتأتي تلك الاستعدادات في سياق يثير القلق ويتطلب انتباه المجتمع المحلي والدولي، خاصة مع الانتهاكات المستمرة للقوانين الدولية.

استمرار إنشاء معسكرات مليشيا الحوثي شمال تعز

قامت مليشيا الحوثي خلال الفترة الأخيرة بتكثيف جهودها لإنشاء معسكرات تدريبية جديدة بأكثر من منطقة في شمال محافظة تعز، حيث أشارت تقارير ميدانية إلى معسكر جديد تم إنشاؤه قرب شارع الستين، تحديدًا في مديرية التعزية، الهدف الأساسي لهذه المعسكرات هو تدريب مجندين جديدين من الفئات العمرية الصغيرة، الأمر الذي يلقي بظلاله على مستقبل هؤلاء الأطفال ويثير تساؤلات حول دوافع المليشيات.

كما لم يكن معسكر شارع الستين هو الوحيد، بل تم توسيع الشبكة العسكرية بإنشاء معسكرات إضافية بمنطقة الكسارة، في خطوة تهدف إلى زيادة القدرات الحربية للمليشيات، ولم تقتصر الإجراءات على إنشاء المعسكرات، بل تضمنت عمليات حفر خنادق وشق أنفاق قريبة من خطوط التماس والجبهات، وهي استعدادات تحمل رسائل واضحة تمهد لجولة جديدة من التصعيد الميداني.

ممارسات وضغوط على القبائل في تعز

لم تكتف مليشيا الحوثي بالتحشيد العسكري في المواقع المذكورة، بل لجأت إلى وسائل ضغط جديدة تستهدف وجهاء وشيوخ القبائل بالمنطقة، حيث تم ممارسة ضغوط شديدة عليهم لتجنيد أبنائهم وحتى الأطفال، في انتهاك صارخ لكافة القوانين الإنسانية الدولية التي تحظر تجنيد صغار السن أو الزج بهم في النزاعات المسلحة.

استغلت المليشيا الأوضاع الاقتصادية الحرجة التي تعصف باليمن لتوجيه الشباب والأطفال إلى هذه المعسكرات كوسيلة تأمين لمستقبلهم المعيشي وسط هذه الأزمة، غير أن هذه الادعاءات تصطدم بالحقيقة المرة، وهي أن هذه الفئة العمرية تُجند قسريًا وتُعرض لمخاطر جسيمة لا تطيقها أعمارهم.

شق طرق جبلية: خطوة استراتيجية للمليشيا

على الصعيد اللوجستي، تحاول مليشيا الحوثي تعزيز مواقعها من خلال شق طرق جبلية استراتيجية تهدف إلى ربط معسكراتها بتلك الجبهات، هذه الخطوة لا تقتصر على تأمين قدراتها الدفاعية وزيادة الدعم اللوجستي، ولكن أيضًا لتمهيد الطرق لتنفيذ هجمات جديدة تجاه الجبهة الشمالية لتعز، حيث تشير المؤشرات إلى احتمال استهداف مواقع استراتيجية ذات قيمة حربية عالية.

فيما يلي تحليل مختصر للتحركات الاستراتيجية التي نفذتها المليشيات:

خطوات لاحتواء تصعيد المليشيا

لمواجهة هذه التهديدات، هناك مجموعة من الخطوات الضرورية التي يجب التركيز عليها من قبل الجهات المحلية والدولية، ومن بين تلك الجهود:

• ضرورة تكثيف الرقابة الدولية على الأرض، خاصة مناطق التصعيد شمال تعز
• الحث على تنفيذ عقوبات إضافية على الأطراف التي تثبت ضلوعها في تجنيد الأطفال
• توفير برامج إغاثية ومساعدات إنسانية لدعم الأسر المتضررة، للحد من استغلال المليشيات للأوضاع الاقتصادية الصعبة

كما يجب تكثيف الجهود الإعلامية لكشف ممارسات مليشيا الحوثي والتشهير بالمخالفات الصارخة كالتجنيد القسري، إلى جانب دعم المبادرات المحلية التي تتبنى قضايا المجتمعات المتضررة، حيث يمكن للمجتمع الدولي المساهمة بفاعلية في إيجاد حلول تزيل التوتر العسكري وتعيد مسار السلام للمنطقة.