مصطفى بكري يوضح تفاصيل الاتفاقات الجديدة بين الصومال وإثيوبيا وتأثيرها على المنطقة

تُعتبر الاتفاقات الأخيرة بين الصومال وإثيوبيا تطورًا مهمًا على الساحة الإقليمية، تحمل تداعيات على استقرار المنطقة والعلاقات بين الدول. حيث أشار الإعلامي مصطفى بكري خلال برنامجه “حقائق وأسرار” إلى أبعاد هذا التقارب وتأثيراته على مصر، مع التركيز على إعلان أنقرة الذي تم برعاية تركية في ديسمبر الماضي وتبعته زيارات رسمية بين الطرفين.

التقارب بين الصومال وإثيوبيا وتأثيره الإقليمي

أكد مصطفى بكري أن العلاقات بين الصومال وإثيوبيا تمر بمرحلة إعادة ترتيب، حيث تسعى الصومال لتقليل التدخلات الإثيوبية في شؤونها، خاصة فيما يتعلق بعلاقتها مع أرض الصومال. كما تهدف أديس أبابا من الاتفاقات الأخيرة إلى تأمين وجود بحري لها على السواحل الصومالية وضمان سلامة قواتها المشاركة في البعثة الإفريقية في الصومال. إذ تسهم إثيوبيا بـ 2500 جندي ضمن القوات المشتركة البالغ عددهم حوالي 12 ألف جندي، من بينهم أكثر من ألف جندي مصري.

الصراع على النفوذ الإقليمي بين التحالفات

يشير بكري إلى أن التحركات الإثيوبية تستهدف تقليص نفوذ التحالف الثلاثي (مصر، إريتريا، الصومال)، وذلك بالرغم من بقاء اتفاقياتها مع أرض الصومال قيد التجميد مؤقتًا. ومن جانبها، تسعى الصومال إلى تحسين علاقاتها مع إثيوبيا دون قطع علاقاتها الوثيقة بمصر، بما يعكس سياسة متوازنة جديدة ترغب مقديشو في اتباعها لتجنب الصراعات الإقليمية.

دور مصر في مواجهة التحديات الجديدة

رغم هذه التحولات في المنطقة، أشار بكري إلى أن القاهرة تتمسك بالتوازن في علاقاتها مع الصومال وإريتريا، حيث تجمعها بالبلدين مصالح استراتيجية، بما في ذلك توقيع اتفاقيات دفاع مشترك مع الصومال. كما تواصل مصر تعزيز تحالفها مع إريتريا لمواجهة تمدد نفوذ إثيوبيا في المنطقة. هذه التطورات تعكس قدرة مصر على العمل وفق استراتيجية متوازنة لحماية مصالحها القومية وأمنها الإقليمي.

تظل العلاقات بين الصومال وإثيوبيا ملفًا معقدًا يعكس تنافس القوى الإقليمية، مع احتمالية تطور المشهد مستقبلاً بما يؤثر على الاستقرار في المنطقة.