«أزمة صادمة» انهيار الحالة الصحية لبائع الزلابيا في إب والمليشيات تتجاهله

تدهور صحة مواطن مسن بعد اعتداء حوثي على بائع الزلابيا بمحافظة إب

تدهورت صحة مواطن كبير في السن يعمل في بيع الزلابيا بمحافظة إب اليمنية، حيث تعرض خلال الأيام الماضية لاعتداء وحشي من قبل عنصر في جماعة الحوثي، إذ تسبب الاعتداء بإصابات وحروق بالغة طالت أجزاء متفرقة من جسده، هذا الحادث أثار استياء شعبي واسع وسط دعوات لمحاسبة المعتدين، إلا أن الوضع الصحي المتدهور للمسن ظل محط الأنظار بعد تراجع التزامات السلطات بعلاجه.

كيف بدأت قصة بائع الزلابيا واعتداء الحوثيين عليه؟

بدأت القصة حينما كان المواطن المسن علي دبوان الحذيفي منهمكًا في بيع الزلابيا، مصدر رزقه الوحيد، حيث أقدم عنصر حوثي يدعى أحمد الطاهري الحلواني على مهاجمته بوحشية، وركل زيت مغلي كان الحذيفي يستعمله لتحضير الزلابيا مباشرة على وجهه وجسده، تسبب ذلك في حروق بالغة استدعت نقله على الفور إلى مستشفى جبلة العام، للإسعافات التي لم تكن كافية لتخفيف معاناته وسط الإمكانيات المتواضعة للمنشأة الصحية

أفاد شهود عيان أن السبب وراء هذا الاعتداء تافه للغاية، مما يعكس حجم الانتهاكات واللامبالاة التي يمارسها الحوثيون، هذه الحادثة جاءت في سياق سلسلة من الحوادث الأخرى، ما يبرز معاناة المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين

تراجع الالتزامات الحوثية بعلاج المسن الحذيفي

بدايةً وبعد موجة الغضب الشعبي، أعلنت سلطات الأمن التابعة للحوثيين في مديرية العدين تكفلها بالتكاليف العلاجية بالكامل، ولكن فيما بدا وكأنه محاولة لامتصاص الغضب الجماهيري، تراجعت الإدارة عن وعودها، تاركة المسن وأسرته يواجهون مصيرهم بأنفسهم

ووفقًا لمصادر من داخل عائلة الحذيفي، تدهورت حالته الصحية نظرًا لعدم استكمال العلاج اللازم، وقد وصف أحد أفراد العائلة حالته قائلاً: "حالته تزداد سوءًا واحتياجاته الطبية تفوق إمكانياتنا، خاصة بعدما تخلى الحوثيون عن التزاماتهم"

انتهاكات الحوثيين في محافظة إب تتزايد

لم تتوقف الانتهاكات الحوثية عند هذه الحادثة، فقد سبقتها واقعة أخرى أثارت غضب الشارع اليمني، حيث قام قيادي آخر في جماعة الحوثي يدعى بكيل غلاب بضرب عامل بأحد مطاعم المدينة دون مبرر واضح

هذه الانتهاكات تمثل جزءًا من واقع مظلم يعيشه أبناء المناطق اليمنية تحت سيطرة الحوثيين، حيث تسود الفوضى وغياب المحاسبة، فيما يبقى المواطن اليمني البسيط هو الضحية الأكبر لهذه الممارسات

• الحالة الصحية للمسن الحذيفي حرجة بسبب إصابات الحروق الواسعة في الوجه والجسد
• التكاليف الباهظة للعلاج تضغط على أسرته الفقيرة دون تقديم أي دعم من السلطات المحلية
• تصاعد الغضب الشعبي نتيجة تكرار الانتهاكات التي يقوم بها عناصر الحوثي بشكل ممنهج

مقارنة وضع بائع الزلابيا قبل وبعد الاعتداء

المشهد المؤلم الذي تعرض له بائع الزلابيا المسن يشكل رمزًا لمعاناة واسعة النطاق يعيشها الآلاف من اليمنيين، هؤلاء يتعرضون لانتهاكات تعكس انعدام العدالة وانهيار القيم الإنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين، وإذا كان هناك ما يدعو للتفاؤل وسط ظلال هذه المأساة، فهو ذلك التضامن الشعبي الذي ظهر لمساندة الحذيفي ودعم قضيته، فالمجتمع اليمني يبقى دائمًا مستعدًا للوقوف مع أبناءه عند المحن مهما تعاظمت التحديات.