«عاصفة شرقية» الذهب يلمع والدولار يتراجع في البورصات العالمية

بارود الشرق يغير قواعد اللعبة في الأسواق العالمية، حيث ترك أثرًا عميقًا على حركة الذهب والدولار وحتى النفط. ومع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، شهدت الأسواق موجات متباينة بين الارتفاع والهبوط، مبرزًا انعكاسات الأحداث الجيوسياسية على الاقتصاد الدولي. في هذا المشهد المضطرب، اتجه المستثمرون للبحث عن الأمان في الذهب والنفط، فيما عانى الدولار من ضغوط هائلة نتيجة المخاوف المتزايدة بشأن الاستقرار العالمي.

انعكاسات التصعيد العسكري على الذهب والدولار

انطلق الأسبوع على وقع تصعيد عسكري شنته إسرائيل ضد أهداف إيرانية، مما أدى إلى تغييرات ملحوظة في الأسواق العالمية. قفزت أسعار الذهب بشكل دراماتيكي لتصل إلى مستويات قياسية متجاوزة حاجز 3400 دولار للأونصة، حيث تدفق المستثمرون لشراء المعدن الأصفر كملاذ آمن. في المقابل، شهد الدولار الأمريكي تراجعًا كبيرًا، لا سيما أمام اليورو الذي سجّل مكاسب ملموسة متجاوزًا عتبة 1.15 لأول مرة منذ سنوات.

وعلى الرغم من هذه الاضطرابات، لم تنهار الأسواق بشكل مأساوي بل شهدت تقلبات حادة، حيث تأرجحت البورصات الأمريكية بين مكاسب وخسائر متقطعة. يعزى ذلك إلى استقرار نسبي في عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات رغم الأوضاع العالمية المتوترة.

أثر الاضطرابات على أسواق النفط

ارتفاع التوترات في الشرق الأوسط دفع أسعار النفط إلى قفزات ضخمة، مما جعل خام برنت يتجاوز 75 دولارًا للبرميل. هذه الزيادة الكبيرة عكست توقعات نقص المعروض النفطي في الأسواق، واضطربت الأسعار أكثر مع تصاعد الحديث عن إمكانية تمديد العقوبات على صادرات إيران النفطية. وعلى الرغم من بيانات سلبية مثل ارتفاع المخزونات الأمريكية، حافظت أسعار النفط على مستوياتها العالية نتيجة الترقب الجيوسياسي الحذر.

من جانب آخر، يمكن تلخيص تدفقات النفط والأسعار وفقًا للتالي:

  • زيادة خام برنت بنحو 25% على مدار الشهر
  • استمرار التخوفات من نقص الإمدادات مع تصاعد النزاعات
  • تركز أنشطة الاستيراد الآسيوية كنقطة ارتكاز للسوق العالمية

اتفاق محدود بين الصين وأمريكا

على الرغم من محور التركيز على الأحداث بالشرق الأوسط، شهد الأسبوع تقدمًا طفيفًا في العلاقات التجارية بين الصين وأمريكا. في محادثات جانبية بلندن، وافق الطرفان على تهدئة مؤقتة تشمل تقليص تصدير المعادن النادرة. ورغم كونها خطوة إيجابية في الظاهر، إلا أنها لم تخلُ من الانتقادات بسبب غياب رؤية واضحة لإنهاء الخلافات التجارية بشكل دائم.

جدول للتطور في أسعار العملات والمعادن:

العنصر بداية الأسبوع نهاية الأسبوع نسبة التغير
الدولار الأمريكي (DXY) 99.5 98.2 -1.3%
سعر الذهب 3300 دولار 3400 دولار +3%
خام برنت 72 دولار 75 دولار +4.2%

نظرة إلى المستقبل

لا تزال الأسواق متأرجحة بين مخاوف التصعيد العسكري وتفاؤل محدود بإمكانية تدخل القوى الكبرى لتهدئة الأوضاع، في حين من المتوقع أن يشهد الدولار والذهب مزيدًا من التحركات الحادة خلال الفترة المقبلة. بالنسبة للمستثمرين، فإن الترقب الحذر سيكون هو السمة الرئيسية، خاصة مع بقاء أحداث الشرق الأوسط غير قابلة للتنبؤ. يبدو أن العالم أمام مشهد اقتصادي وجيوسياسي مفتوح النهاية، ويبقى السؤال الأبرز: هل سيلمع الذهب أكثر أم ستعود الأجواء إلى استقرار نسبي؟