«كارثة وشيكة» الصرف الصحي في غزة يهدد الحياة الصحية للجميع

أطلقت بلدية غزة تحذيراً شديد اللهجة، صباح الأحد، حيث دقت ناقوس الخطر حول تدهور الأوضاع الصحية والبيئية نتيجة تدمير البنية التحتية لشبكات الصرف الصحي بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر، مواطنو غزة يواجهون كارثة إنسانية حقيقية حيث تعطلت المحطات وتسرّبت المياه العادمة إلى الشوارع والمناطق السكنية، مما يزيد خطر تفشي الأوبئة والأمراض المعدية.

تداعيات تدمير شبكات الصرف الصحي في غزة

أوضحت البلدية أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تجاوزت كل الحسابات، فقد تم تدمير أكثر من 175 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي الأساسية، بينما تعرضت ثمانية محطات ضخ للتلف بدرجات متفاوتة فيما خرجت بعضها عن الخدمة تماماً، إلى جانب ذلك، تلفت خطوط تصريف مياه الأمطار الرئيسية الممتدة على مساحة 15 ألف متر طولي تقريبًا، هذا الدمار تسبب في توقف فعلي لأنظمة التحكم بالمياه، مما يعيق تصريف مياه الأمطار وينذر بغمر المناطق السكنية.

الهياكل التحتية مثل برك التجميع لم تنجُ كذلك، فقد تأثرت ثلاث برك جوهرية كانت تقوم بجمع مياه الأمطار. تسرب هذه المياه الملوثة أدى إلى اختلاطها بمصادر الشرب، مما يعرض صحة السكان لمخاطر بيئية خطيرة تزداد حدة مع تقدم الأيام.

المياه الملوثة والمخاطر الصحية الوشيكة

تسبب تسرب المياه العادمة إلى الطرق والأزقة في حالة من الشلل اليومي للحياة العامة في غزة مع تهديد مباشر وسريع للصحة العامة. مصادر المياه الجوفية تتعرض بالفعل لتلوث خطير، مما يثير القلق بشأن جودة المياه التي يستخدمها السكان للشرب والطهي. عوامل مثل ضعف البنية التحتية وتوقف المعدات زادت المشكلة تعقيدًا، حيث لا توجد أنظمة قادرة على احتواء التلوث أو الحد من تفاقمه، الأحياء السكنية بدأت تُحاصر بروائح كريهة لا تُطاق تتسبب في انتشار الأمراض المعدية بين الأطفال وكبار السن، خاصة مع غياب الخدمات الصحية الفعالة.

ما تحتاجه غزة لإنقاذ الشبكات المتضررة

تعاني غزة من نقص شديد في الموارد اللازمة لإعادة تشغيل محطات الضخ والشبكات المتضررة، تحتاج المدينة بشكل عاجل إلى كميات كبيرة من المواسير وقطع الغيار لإعادة بناء الشبكات المدمرة، بالإضافة إلى الآلات الحديثة والمعدات اللازمة لتصريف مياه الأمطار والمياه العادمة، وعلى رغم الجهود المحلية المبذولة، تقف الإمكانيات المحدودة حاجزًا أمام تحقيق أي تقدم ملموس.

ولكي يتمكن سكان غزة من تفادي أزمة صحية أكبر، هناك حاجة ملحّة لتوفير مواد الصرف الصحي وخطوط الأنابيب السليمة. الجدول التالي يوضح أبرز المعدات والاحتياجات الضرورية:

نوع الاحتياج الكمية اللازمة
مواسير الصرف الصحي 100,000 متر طولي
معدات محطات الضخ 30 وحدة تشغيل
آليات معالجة المياه 20 منظومة متكاملة

دعوة للعالم والمجتمع الإنساني

توجهت بلدية غزة بنداء عاجل للمجتمع الدولي، طالبةً التدخل السريع لدعم جهود إصلاح البنية التحتية وإعادة تشغيل أنظمة الصرف الصحي ومنع كارثة بيئية متفاقمة، أكدت البلدية أن دعم المؤسسات الإنسانية يعد ضرورة ملحة لتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الآليات الثقيلة والمساعدات المالية والفنية لضمان علاج الأضرار وتنفيذ خطط طوارئ شاملة.

  • توفير مساعدات مالية عاجلة لإصلاح شبكات الصرف الصحي.
  • تزويد غزة بمعدات إصلاح وتشغيل محطات المياه والصرف الصحي.
  • إرسال فرق هندسية متخصصة لدعم محاولات إعادة بناء البنية التحتية.
  • الضغط على الجهات الدولية لرفع القيود التي تعيق دخول المواد والمساعدات اللازمة.

كارثة غزة هي مسؤولية جماعية تقع على عاتق العالم بأسره. الاتحاد والعمل المشترك قد يكون السبيل الوحيد لإنقاذ المدينة المكلومة، التي لا تزال تتحدى الصعاب رغم كل التحديات الإنسانية والبيئية التي تواجهها يومًا بعد يوم.