«تراجعات مقلقة» الأسهم السعودية تهبط وسط تأثيرات محلية وعالمية

واصلت السوق المالية السعودية مسارها الهابط خلال تداولات الأحد الموافق 25 مايو 2025، لتسجل انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 1.1% عند مستوى 11058 نقطة، وذلك بعد مضي ثلاث ساعات من التداولات اليومية، ويعود هذا الهبوط الكبير إلى انخفاض أداء 194 شركة مدرجة في المؤشر العام “تاسي”، مقابل ارتفاع أسهم 44 شركة فقط، واستقرار البقية دون تغير، وكان سهم “الراجحي” وسهم “أكوا باور” من أبرز الأسهم التي ساهمت في هذا التراجع نظرًا لانخفاض أدائهما خلال الجلسة.

تراجع أداء السوق تماشيًا مع التوقعات التحليلية

استنادًا إلى تحليل اقتصادي نشرته صحيفة “الاقتصادية” في بداية الأسبوع، تم توقع انخفاض السوق السعودية جراء المصاعب الاقتصادية المستمرة، خاصة بعد تسجيل المؤشر العام أسوأ أداء له منذ ستة أسابيع في الإغلاق السابق، مع الإشارة إلى أن المؤشر كان متوقعًا أن يهبط إلى مستويات قريبة من 11080 نقطة، وهو ما تحقق فعليًا مع بداية هذا الأسبوع، ويرى المحللون أن هذا الأداء يأتي كنتيجة لاستمرار الضغوطات الاقتصادية على المستوى المحلي والدولي، مما أثقل كاهل السوق وأثر على معنويات المستثمرين.

ضغوط خارجية تفاقم الخسائر المحلية

لم يكن التراجع الحالي ناجمًا عن عوامل محلية فقط، بل إن التوترات التجارية الدولية لعبت دورًا كبيرًا، حيث برزت تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترمب التي تمحورت حول احتمال فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على المنتجات الأوروبية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري جديد، وقد أثارت هذه التصريحات قلقًا عالميًا وألقت بظلالها على الأسواق الأوروبية والأمريكية، وانعكس هذا الهبوط في المعنويات بشكل ملحوظ على السوق السعودية، كونها جزءًا من المنظومة الاقتصادية العالمية المترابطة والتي تسبب اضطراباتها تأثيرًا مباشرًا على الأسواق الناشئة.

تداعيات تجارية تؤثر على العملات والسندات

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا في قيمته نتيجة هذه التطورات، بينما ارتفعت العوائد على السندات الأمريكية بشكل لافت بسبب المخاوف من تفاقم الأزمات التجارية بين الأطراف العالمية الكبرى، هذه التداعيات التجارية لم تتوقف عند العملات والسندات، بل امتدت لتشمل تأثيرًا واسع النطاق على الأسواق، بما فيها السوق السعودية، وتجدر الإشارة أن توجه الأسواق نحو التحوط بخيارات استثمار أكثر أمانًا زاد من عزوف المستثمرين عن المخاطرة في الأسهم، مما ساهم في تعزيز موجة التراجع.

قائمة بأبرز متغيرات السوق الحالية

• انخفاض صافي الأرباح للشركات الكبرى مثل “الراجحي” و”أكوا باور”.
• ارتفاع معدلات الحذر وتحفظ المستثمرين المحليين.
• مساهمة عوامل سياسية وتجارية في اضطراب تحركات المؤشر العام.
• زيادة الضغط على أسهم تؤثر بشكل كبير على أداء المؤشر العام.

جدول يوضح أداء بعض الشركات البارزة

توقعات بمزيد من التذبذب في التداولات المقبلة

تشير التوقعات المستقبلية إلى احتمالية استمرار حالة التذبذب في السوق المالية السعودية نظرًا لاستمرار تأثير العوامل الدولية والمحلية، وقد يبرز دور غياب المحفزات الإيجابية خلال الفترة المقبلة كعنصر ضاغط إضافي، مع تحذيرات واضحة من المحللين بضرورة التزام المستثمرين بالحذر والترقب لحين اتضاح الأفق الاقتصادي، كما ينصح بمراقبة البيانات الاقتصادية العالمية والتصريحات الرسمية المؤثرة القادرة على تحديد مسار السوق حيث أن أي تحولات مفاجئة قد تكون لها انعكاسات طويلة الأمد على أداء السوق المحلي.