«خطوة جريئة» تركيا تخطط لتعزيز وجودها العسكري بإنشاء قواعد داخل سوريا

كشفت تقارير إعلامية تركية عن نية أنقرة تنفيذ خطة جديدة تهدف إلى تعزيز وجودها العسكري في الأراضي السورية، من خلال إنشاء قواعد عسكرية دائمة، وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية أوسع تهدف لمكافحة الإرهاب ومواجهة تنظيم داعش، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام التركية، ويبدو أن هذه الخطة تحمل أهدافًا تتجاوز الأبعاد الأمنية فقط.

إقامة قاعدتين عسكريتين ذات طابع استراتيجي

وفقًا لما أوردته إحدى الصحف التركية فإن التحضيرات تجري على قدم وساق لإنشاء قاعدتين عسكريتين في سوريا، إحداهما مخصصة للعمليات الجوية والأخرى للمهام البحرية، حيث تركز هذه المشاريع على اختيار مواقع استراتيجية تساعد الجيش التركي لتأمين نشاطاته العسكرية، ولا تنحصر الأهداف في الجانب الأمني فقط، بل تشمل تعزيز قدرات السلطات المحلية في إعادة تنظيم الأجهزة والهيئات الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا أو القوى المدعومة من جانبها، ويُعتقد أن هذه المبادرة الأمنية التركية قد تسهم في إعادة هيكلة ميزان القوى داخل المنطقة.

التنسيق الإقليمي لمكافحة داعش

أكدت التقارير الإعلامية مشاركة أنقرة في اجتماعات أمنية دورية تهدف لمكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش، وذكرت المصادر أن هذه الاجتماعات تُعقد تنسيقيًا بين خمس دول لم يُفصح عنها، ويبدو أن هذه الجهود تعكس رؤية تركية جديدة لاستراتيجية العمل الأمني الإقليمي، القائم على التعاون المشترك بدلًا من التدخل الفردي، وقد يضمن هذا التنسيق تعزيز القدرات العسكرية عبر شراكات متعددة الأطراف، مما يضمن فعالية واستدامة العمليات الأمنية في المستقبل.

جهود تدريب الجيش السوري ودعمه

ضمن استراتيجيتها التدريجية أعلنت وزارة الدفاع التركية عن خطط لإنشاء قاعدة تدريب عسكري محلية في سوريا، والتي تهدف إلى رفع كفاءة الجيش السوري وإعادة تأهيل كوادره القتالية، من شأن هذه القاعدة العسكرية أن تضطلع بدور مزدوج يجمع بين وجود عسكري دائم وتنفيذ برامج تدريب حديثة ترفع القدرات التشغيلية للقوات المحلية، ويدعم هذا التوجه جهودًا أوسع لاحتواء التحديات الأمنية القائمة، فضلًا عن دعم البنى التحتية العسكرية.

اختيار المواقع الإستراتيجية

عمليات اختيار المواقع المقررة لإنشاء القواعد العسكرية مستمرة وتخضع لتقييم دقيق، حيث تعمل الجهات المسؤولة على تحديد المناطق الأمثل التي تتيح تحقيق الأهداف العسكرية والأمنية لأنقرة في هذه المناطق، ويركز العمل بشكل خاص على شمال سوريا حيث تملك تركيا بالفعل وجودًا عسكريًا من خلال نقاط مراقبة وقواعد ميدانية أقيمت خلال العمليات السابقة، هذا التمركز الجغرافي يتيح أيضًا مراقبة التحركات التي تهدد المصالح التركية سواء على الحدود أو في عمق الأراضي السورية.

• إقامة القواعد تعني تعزيز التعاون مع الحلفاء الإقليميين
• تركيا تستهدف تقوية الجيوش المحلية لتثبيت الأمن
• المبادرة ليست عسكرية بحتة بل تخدم استراتيجيات أعمق

مقارنة بين الحضور العسكري التركي والشراكات مع الدول

تأتي هذه الخطة العسكرية ضمن إطار متشابك من الأبعاد السياسية والأمنية، وكما يظهر من تفاصيل الخطة فإن حضور أنقرة العسكري في سوريا بات يعتمد على المعايير الاستراتيجية من حيث الموقع والدور المستقبلي، لتعزيز نفوذها إقليميًا، وهو ما قد يعيد تشكيل المعادلة في مناطق النزاع.