«رحلة كبرى» تفويج 18 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة بتنسيق سعودي

تواصل بعثة الحج اليمنية تنفيذ خطة تفويج الحجاج اليمنيين إلى الأراضي المقدسة موسم حج عام 1446هـ وسط استعدادات دقيقة وترتيبات مكثفة، حيث تعتمد الخطة على التنسيق الوثيق مع المملكة العربية السعودية لضمان تنظيم عملية النقل وتوفير أقصى درجات الراحة للحجاج. وبلغ عدد الحجاج اليمنيين الذين وصلوا حتى الآن المملكة أكثر من 18 ألف حاج من أصل 24,255 حاجًا تم تسجيلهم رسميًا لهذا الموسم، وذلك عبر الرحلات البرية والجوية عبر المنافذ والمطارات اليمنية المختلفة.

تفاصيل حركة تفويج الحجاج اليمنيين

تشهد عملية تفويج الحجاج اليمنيين موسم حج استثنائيًا من حيث التنظيم والمواعيد، حيث تمّ نقل الحجاج وفق مسارات دقيقة موزعة بين النقل البرّي والجوي. وبحسب تصريحات الدكتور معين آل ترك، رئيس اللجان الميدانية في بعثة الحج اليمنية، تم نقل 12,580 حاجًا برًا من منفذ الوديعة، والذي يُعد المحطة المحورية لعبور آلاف الحجاج كل عام. هذا بالإضافة إلى تفويج 5,773 حاجًا عبر الرحلات الجوية، مع اعتماد إجراءات خاصة لضمان تنظيم سلاسة النقل وتخفيف التكدّس وازدحام المطارات.

فيما يتعلق بالنقل الجوي، هناك شبكة واسعة من الرحلات انطلقت من مطارات يمنية متعددة، منها:

• مطار عدن الدولي (ويمثل الوجهة الأكثر ازدحامًا بين المطارات اليمنية)
• مطار سيئون
• مطار الغيضة
• مطار الريان

إضافة إلى مطار صنعاء، الذي حاز مؤخرًا اهتمامًا خاصًا لتسهيل الحج، حيث تم تفويج 450 حاجًا منه حتى الآن مع تركيب خطط لنقل ألفي حاج إضافي قريبًا.

الخطة التشغيلية عبر مطار صنعاء

مطار صنعاء الدولي يلعب دورًا محوريًا في موسم الحج هذا العام رغم التحديات التي واجهها نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية. أعلنت الخطوط الجوية اليمنية عن بدء تفويج الحجاج عبر المطار اعتبارًا من 24 مايو 2025، وأكدت الشركة أن العمل يجري بطائرة واحدة فقط بسبب الأوضاع التشغيلية، مع السعي لتوفير كافة التسهيلات للحجّاج ليتسنى لهم السفر في ظروف آمنة ومريحة.

تتسم خطط النقل من مطار صنعاء بالدقة رغم تداعيات الحرب المستمرة، حيث تأخرت بعض الرحلات نتيجة الأضرار الناجمة عن الغارات الإسرائيلية التي أوقعت خسائر مادية على المطار. ولضمان مواصلة التنقل، تركّزت الجهود بين الحكومة اليمنية ونظيرتها السعودية لتوفير خطط تفويج بديلة تضمن تنفيذ الجداول الزمنية المحددة دون تأخير.

تحديات وتنسيقات موسمية

عملية تفويج الحجاج من اليمن لم تخلُ من التحديات، أبرزها ما شهدته الخطوط اليمنية في موسم الحج الماضي حينما اعترضت ميليشيات الحوثي تنفيذ الرحلات وقامت باحتجاز 3 طائرات كاملة كانت تابعة لخط الرحلات المخصصة للحج. وتعرضت الطائرات للخسائر نتيجة الدمار الذي لحق بمرافق مطار صنعاء إثر العمليات العسكرية، مما تسبب بتعطيل بعض جدولة النقل الجوية.

دون شك، التزام التنسيق بين الجانب اليمني والسعودي ساعد في تخطي عدد من هذه العوائق، وهو ما انعكس بوضوح في أرقام النقل الحالية.

جهود بعثة الحج اليمنية لا تتوقف عند تفويج الحجاج فقط، بل تشمل متابعة كافة احتياجاتهم أثناء العمليات التشغيلية، وصولًا إلى الأراضي المقدسة. لأن الغاية الأساسية تكمن في تقديم موسم حج متميز يجمع بين السلاسة التنظيمية والطمأنينة لضيوف الرحمن.