النفط يحقق مكاسب للأسبوع الثاني مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الأسواق العالمية

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الجمعة، لتسجل ثاني مكاسب أسبوعية على التوالي. يأتي هذا في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها الملحوظ على الأسواق العالمية. كما شهدت أسعار النفط دعمًا إضافيًا من خطة “أوبك+” الجديدة لخفض الإنتاج، لتعكس تراجع المعروض العالمي وتوفر دعمًا للسوق، مما يعزز استقرار الأسعار على المدى القصير.

أسعار النفط اليوم

خلال جلسة الجمعة، ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” تسليم مايو بنسبة 0.2% بما يعادل 16 سنتًا، لتصل إلى مستوى 72.16 دولارًا للبرميل، محققة أرباحًا أسبوعية قدرها 2.25%. على الجانب الآخر، صعدت العقود الآجلة لخام “نايمكس” الأمريكي بنسبة 0.3%، أو ما يعادل 21 سنتًا، ليستقر سعر البرميل عند 68.28 دولارًا، بمكاسب أسبوعية تجاوزت 2%. هذا الانتعاش في الأسعار يُعد انعكاسًا مباشرًا لتجدد التحديات الجيوسياسية وانخفاض المعروض العالمي.

خطط أوبك+ وتأثيرها على السوق

كشفت خطة “أوبك+” الأخيرة عن تخفيضات إنتاجية جديدة تشمل 7 دول أعضاء، بهدف تقليص فائض الإمدادات العالمية. تتضمن الخطة تخفيضات تبدأ من 189 ألف برميل يوميًا وتصل إلى 435 ألف برميل يوميًا، وستستمر حتى يونيو 2026. وقد أثبت هذا التحرك جدواه في توفير استقرار نسبي للأسواق العالمية. كما أظهرت بيانات “بيكر هيوز” أن عدد منصات التنقيب في الولايات المتحدة انخفض بمقدار منصة واحدة، ليصل إجمالي عدد المنصات إلى 486 منصة بحلول نهاية الأسبوع الأخير، ما ساهم بدوره في دعم الأسعار.

مستقبل أسعار النفط

على الرغم من الانتعاش الحالي، تتوقع المؤسسات المالية العالمية أن تنخفض أسعار النفط في الأشهر المقبلة. ويُعزى ذلك إلى ارتفاع المعروض العالمي والتوترات التجارية بين واشنطن وشركائها. وفقًا لرئيس استراتيجيات السلع روبرت ريني في مؤسسة “ويستباك”، من المرجح أن تهبط أسعار النفط إلى مستويات 60 دولارًا للبرميل، نظرًا لزيادة الإنتاج العالمي وتأثير الحرب التجارية المستمرة. تُشير هذه التوقعات إلى تحديات مستمرة قد تواجه السوق مع مرور الوقت.

تتأرجح أسعار النفط بين الضغوط السياسية الدولية والقرارات الإنتاجية للمنظمات الكبرى، مما يعكس مدى الترابط بين الأحداث الجيوسياسية والسوق العالمي.