«قفزة تاريخية» الذهب يسجل أعلى إغلاق أسبوعي وسط تزايد الإقبال عليه

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم السبت في الأسواق المحلية، حيث ازدادت قيمته بنحو 30 جنيهًا مقارنة بالأمس، ويأتي هذا الارتفاع وسط تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل التي دعمت الطلب على الذهب كملاذ آمن، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الأوقية عالميًا حيث وصلت إلى مستويات قياسية خلال الأسبوع الماضي مما عزز من جاذبية الذهب في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب اليوم

تشهد أسعار الذهب عادة حركة مستمرة بناءً على العوامل الاقتصادية والسياسية، حيث أشار المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، سعيد إمبابي، إلى أن أسعار الذهب ارتفعت نتيجة زيادة الطلب المحلي والعالمي، فقد سجل جرام الذهب عيار 21 اليوم 4870 جنيهًا، بينما وصل سعر جرام الذهب عيار 24 إلى 5566 جنيهًا، وسجل عيار 18 نحو 4174 جنيهًا، أما الجنيه الذهبي فقد بلغ 38960 جنيهًا، وهذه الزيادة تزامنت مع صعود الأوقية العالمية إلى 3430 دولارًا، بزيادة بلغت 120 دولارًا خلال تعاملات الأسبوع المنصرم.

يرجع هذا الارتفاع الملحوظ إلى موجة بيع كبيرة في الأسواق المالية العالمية نتيجة الضربات العسكرية والتوترات في الشرق الأوسط، الأمر الذي زاد من جاذبية الذهب مقارنة بالدولار الأمريكي الذي شهد تراجعًا ملموسًا، كما أن خطوة البنوك المركزية العالمية في تعزيز احتياطياتها من الذهب دعّمت أسعاره بشكل كبير.

كيف تؤثر التوترات العالمية على أسعار الذهب؟

لطالما كان الذهب بمثابة أداة للتحوط ضد المخاطر في أوقات الاضطرابات السياسية أو الاقتصادية، وقد أدرج المستثمرون والاقتصاديون هذه النقطة كأحد أبرز أسباب استمرار ارتفاع سعره، فعندما تتصاعد المخاطر الجيوسياسية مثل التوترات بين الدول الكبرى، فإن القلق يدفع الأفراد والمؤسسات إلى شراء الذهب لتأمين أصولهم، حيث إن المعدن الأصفر يعتبر الأكثر استقرارًا مقارنة بباقي الأصول التي تتأثر بالمخاطر الاقتصادية.

كذلك، ومع ارتفاع أسعار النفط نتيجة التوترات الأخيرة، ازدادت التوقعات بموجة تضخمية جديدة قد تؤثر على الاقتصاد العالمي، مما يعزز الطلب على الذهب كوسيلة للحماية، فضلًا عن هبوط الثقة بالدولار الأمريكي في ظل التوجهات النقدية العالمية التي باتت تتغير لتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية.

ماذا ينتظر أسعار الذهب مستقبلًا؟

وفقًا للتقديرات الصادرة عن كبرى المؤسسات المالية مثل “جولدمان ساكس” و”بنك أوف أميركا”، فإن أسعار الذهب ستواصل الارتفاع على المدى المتوسط والبعيد، حيث من المتوقع أن يبلغ سعر الأوقية 3700 دولار بنهاية 2025 وربما يصل إلى 4000 دولار بحلول منتصف عام 2026، ويدعم هذا التوقع استمرار البنوك المركزية العالمية في شراء كميات كبيرة من الذهب كجزء من استراتيجيتها لتعزيز احتياطياتها.

ولتوضيح الفروقات الحالية بين أسعار الذهب مقارنة بالأمس وأسبابها، يعرض الجدول التالي البيانات التفصيلية:

كيف يمكن الاستفادة من الاستثمار في الذهب؟

للمستثمرين أو الأشخاص الذين يتطلعون إلى تأمين أصولهم في ظل التقلبات الاقتصادية، هناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها للاستفادة من الاستثمار في الذهب:

• ابتعد عن الشراء في أوقات الارتفاعات القياسية وانتظر التراجعات البسيطة للاستفادة من استثمارك بشكل أفضل.
• ركز على الاستثمار في السبائك والجنيهات الذهبية بدلًا من المشغولات لتقليل خسائر المصنعية.
• تابع الأخبار الاقتصادية والمؤشرات العالمية التي قد تؤثر على الأسعار مثل أسعار الفائدة والتضخم.
• استثمر على المدى الطويل لأن الذهب يُعتبر أكثر فعالية كمخزن للقيمة مع مرور الزمن.
• تأكد من شراء المعدن من مصادر موثوقة وحامل للدمغات الرسمية.

باختصار، الذهب يظل الخيار الآمن الأول أمام المستثمرين وقت الأزمات الاقتصادية والسياسية، فما يشهده من ارتفاعات مستمرة هو انعكاس لعوامل متعددة تجتمع لتزيد من قيمته يومًا بعد يوم.