«احذر التأثير» درجات الحرارة المرتفعة تهدد الدماغ والتركيز كيف؟

تشير الأبحاث العلمية الحديثة إلى أن درجات الحرارة المرتفعة تؤثر سلبًا على وظائف الدماغ والتركيز، مما يؤدي إلى تراجع الأداء المعرفي والذهني، خاصةً خلال موجات الحر الشديدة. ولذلك، من الضروري فهم هذا التأثير واتخاذ الخطوات المناسبة للتخفيف من آثاره على صحة العقل.

تأثير الحرارة على الدماغ والتركيز: نظرة علمية

ارتفاع درجات الحرارة قد يُحدث تغييرات عميقة في أداء الدماغ ووظائفه، وتتعدد الدراسات العلمية التي تناولت هذا الموضوع، حيث أكدت النتائج أن ارتفاع الحرارة يضعف الوظائف الحيوية للدماغ ويقلل من قدرته على التركيز والاستجابة، خاصةً خلال فترات الحرارة الشديدة.
في إحدى الدراسات التي أُجريت في إحدى الجامعات المرموقة، تم اكتشاف أن حرارة الجسم المرتفعة قد تقلل من تدفق الأكسجين إلى الدماغ، مما يؤثر على الأداء الذهني بشكل كبير، وهذا يشمل القدرة على حل المسائل أو اتخاذ القرارات بسرعة، حيث لوحظ أن الأفراد يبدون بطءً ملحوظًا في أداء المهام المعرفية.

آلية تأثير الحرارة على الوظائف العصبية

يشير العلماء إلى أن تأثير الحرارة على الدماغ يرتبط بالنشاط العصبي داخل الدماغ ذاته، إذ أنه مع ارتفاع درجات الحرارة، تزداد حاجة الخلايا العصبية للطاقة، في حين أن مخزون الجسم يكون في تراجع نظرًا لأن الجسم يستهلك طاقة إضافية لمحاولة تبريد نفسه. وبالتالي، يتسبب هذا الأمر في حدوث اختلال في التوازن العصبي، مما يُثقل على الدماغ ويفقده كفاءته في التعامل مع المعلومات.
في دراسة شهيرة من جامعة كمبريدج، تم قياس نشاط الدماغ لدى مجموعة من الأشخاص في درجات حرارة مختلفة، أظهرت النتائج أن الأنشطة العقلية كانت في أفضل حالاتها بين 20-24 درجة مئوية، بينما سجلت أقل أداء في درجات الحرارة التي تجاوزت 30 درجة مئوية.

خطوات عملية للتعامل مع تأثير الحرارة على الدماغ

للتخفيف من التأثير السلبي للحرارة على الوظائف الذهنية، هناك بعض النصائح التي يمكن أن تكون فعالة في الحفاظ على الأداء العقلي والنفسي في أوقات الحر الشديد:

  • شرب كميات كافية من السوائل يوميًا لضمان الترطيب المستمر للجسم، إذ تسهم المياه في الحفاظ على مستوى الأكسجين في الدماغ.
  • تجنب العمل أو الدراسة في أوقات الذروة الحرارية، والبقاء في أماكن ذات درجات حرارة معتدلة.
  • ممارسة تقنيات التنفس العميق لتحسين تدفق الأكسجين إلى الدماغ وتخفيف التوتر الناتج عن الحرارة.
  • تناول أطعمة خفيفة وغنية بالعناصر الغذائية مثل الفواكه، خاصةً البطيخ والخيار لاحتوائهما على نسبة عالية من السوائل.

الفرق بين الأداء الذهني في الأجواء المعتدلة والمرتفعة الحرارة

لتوضيح الفرق بين العمل أو الدراسة في بيئات بدرجات حرارة مختلفة، يمكن الرجوع إلى الجدول التالي:

درجة الحرارة مستوى الأداء الذهني
20-24 درجة مئوية أداء ممتاز
25-29 درجة مئوية أداء مقبول
30 درجة مئوية فأعلى أداء ضعيف

بات من الواضح أن درجات الحرارة المرتفعة تؤثر بشكل جذري على التركيز والوظائف العقلية، مما يبرز أهمية توفير بيئة مناسبة للعمل والتعلم. المحافظة على الترطيب الجيد، اتباع نظام غذائي صحي، وأخذ فترات راحة مدروسة يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في أداء العقل خلال أشهر الصيف الحارة، وهذه التدابير ليست مجرد توصيات، بل هي أساسيات للحفاظ على الصحة العامة والجهاز العصبي على حد سواء.