«تحركات غامضة» محادثات مسقط النووية تواجه عقبات بعد اتهامات إيران لواشنطن

إيران تُلمح لعدم مشاركتها في محادثات مسقط النووية وتتهم واشنطن بالتواطؤ مع إسرائيل، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي اليوم السبت أن طهران لم تقرر بعد المشاركة في المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة التي يُفترض عقدها غدًا الأحد في العاصمة العُمانية مسقط، التصريحات المفاجئة أثارت تساؤلات حول مستقبل المفاوضات النووية وسط توتر متزايد في المنطقة.

إيران وانتقاداتها للموقف الأمريكي

خلال تصريحاته، شدد إسماعيل بقائي على أن التحركات الأمريكية عززت الشكوك الإيرانية بشأن جدية المفاوضات النووية، إذ أشار إلى أن واشنطن قدّمت دعمًا للكيان الصهيوني لتنفيذ هجماته الأخيرة في المنطقة، وأكد المتحدث الرسمي أن الدعم الأمريكي يُظهر تناقضًا واضحًا مع التصريحات التي تزعم أنها تسعى للحوار والتفاهم الإقليمي، حيث إن هذه السياسات ساهمت في تعميق أزمة الثقة بين الجانبين، وهذا ما يجعل أي استئناف للمفاوضات بدون ضمانات حقيقية أمرًا مستبعدًا من وجهة النظر الإيرانية.

وفي تفصيل لدوافع الاتهامات الإيرانية تجاه واشنطن، أوضح بقائي أن الهجمات الإسرائيلية لن تكون ممكنة بالحجم والتوقيت نفسه دون تنسيق واضح مع الإدارة الأمريكية، واعتبر أن هذه الممارسات تأتي في إطار تصعيد مدروس بهدف إحباط أي نجاح محتمل في المحادثات الدبلوماسية، مما يُلقي بثقله على الموقف الإيراني ويُزيد من تعقيد الموقف الدبلوماسي.

أهمية محادثات مسقط النووية

تُعد محادثات مسقط النووية واحدة من أبرز الجولات ضمن الجهود الجارية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وهي تمثل فرصة نادرة لتحريك عجلة التفاوض بعد جمود طويل، فيما تُثير الشكوك الإيرانية حول النوايا الأمريكية والإسرائيلية جدلًا حول مدى قدرتها على تحقيق نتائج ملموسة، ويرى مراقبون أن طاولة الحوار في ظل الظروف الحالية تواجه عقبات كبرى قد تُعيق الوصول إلى توافق يعيد الاتفاق إلى مساره الطبيعي.

كما أن العاصمة العُمانية مسقط كانت دائمًا تُعتبر أرضًا حيادية ومناسبة لاستضافة هذا النوع من المفاوضات، حيث لعبت السلطنة دور الوسيط في عدة قضايا دولية هامة سابقًا، غير أن طبيعة المرحلة الراهنة والضغوط السياسية قد تجعل هذه الجولة أكثر تعقيدًا من حيث التقدم نحو تفاهمات جديدة، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول فعالية الحوار في ظل غياب الثقة وتزايد الانقسامات الإقليمية.

  • تعقيدات الحوار مع استمرار الاتهامات السياسية المتبادلة بين الأطراف.
  • تصاعد المناوشات الإقليمية وتأثيرها على استئناف محادثات مسقط النووية.
  • إصرار إيران على ضمانات لتفادي التلاعب بالاتفاقيات المستقبلية.
  • تأثير الدعم الأمريكي لإسرائيل على أجواء التفاوض النووي في المنطقة.

مستقبل المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة

في ظل التصريحات الحادة التي أدلى بها إسماعيل بقائي، يبقى مستقبل المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة غامضًا، إذ إن إيران ترى أن الولايات المتحدة لم تظهر حتى الآن رغبة حقيقية في تقديم التزامات واضحة تصب في مصلحة تحقيق السلام وضمان حقوق الأطراف كافة، ويرى محللون أن واشنطن في موقف حرج، فهي بحاجة إلى تحقيق اختراق دبلوماسي، في حين أن دعمها لإسرائيل يحدّ من قدرتها على إقناع الجانب الإيراني بالعودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة.

على الجانب الآخر، لا يمكن تجاهل الأدوار التي تلعبها القوى الإقليمية والدولية الأخرى مثل الصين وروسيا في محاولة دفع المفاوضات إلى الأمام، كما أن الوساطة العُمانية قد تكون أداة فعّالة للتخفيف من حدة التوتر، ولكن مع استمرار التصعيد في المنطقة، يبقى إحياء الاتفاق النووي تحديًا كبيرًا.

العوامل المؤثرة احتمالية النجاح العقبات المتوقعة
مفاوضات مسقط متوسطة غياب الثقة وتزايد التوترات
الدور العماني عالية التأثيرات الخارجية
المواقف الإيرانية ضعيفة الاتهامات ضد الولايات المتحدة

مع كل المستجدات، لا تزال المحادثات النووية تسير على حافة الهاوية الدبلوماسية، إذ تحتاج الأطراف إلى مزيد من التفاهم والمرونة للخروج من هذا المأزق السياسي الحرج، فقد أصبحت الحاجة ملحّة الآن لبناء جسور الثقة وتهيئة أجواء الحوار بما يضمن مصلحة دول المنطقة وشعوبها.