«تصدع التحالفات» إسرائيل تخسر دعم حلفائها مع تزايد عدوانها على غزة

كشف الكاتب والمحلل السياسي باراك رافيلد، في كتابه "سلام ترامب"، عن تقدم ملحوظ في تفكك دعم الاحتلال الإسرائيلي على مستوى الساحة الدولية، حيث يرى أن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ساهم في خسارة أبرز حلفاء إسرائيل التقليديين. في هذا السياق، يُلاحظ أن المواقف الدولية بدأت تتبدل بشكل لافت، مما يشكل تحولًا نوعيًا قد يؤثر مستقبلًا على موازين القوى في المنطقة.

تصريحات غاضبة من المجتمع الدولي

تصريحات لاذعة وحادة صدرت من مسؤولين بارزين في الغرب أدانت بشكل صريح السياسات الإسرائيلية الأخيرة تجاه قطاع غزة واستهداف المدنيين الفلسطينيين، حيث وُضع تركيز خاص على دعوات بوقف العقوبات على المساعدات الإنسانية. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان من بين الأصوات البارزة، إلى جانب رئيس الوزراء الكندي وشخصيات أخرى، حيث أصدرت تلك الأطراف تحذيرات واضحة بأن سياسات حكومة نتنياهو لن تُمرر دون ردود عقابية. التضامن الدولي مع الفلسطينيين شهد تصاعدا واضحًا خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما يؤكد أن الغضب إزاء هذه السياسات قد بلغ حدوده العُليا.

تجميد العلاقات التجارية بين الغرب وإسرائيل

الإجراءات العقابية التي لم يكن أحد يتصورها، أصبحت واقعًا، حيث عمد الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بشكل خاص إلى إعادة تقييم سياسات التعاون التجاري مع إسرائيل. بريطانيا، التي طالما لعبت دورًا متوازنًا في علاقتها بإسرائيل، أعلنت للمرة الأولى عن تجميد بعض المفاوضات التجارية المهمة، بينما فرضت عقوبات مباشرة على أفراد متهمين بانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين. وإلى جانب ذلك، قررت عدد من الدول الأوروبية مراجعة الاتفاقيات الثنائية مع تل أبيب، بما يعكس توجهًا جديدًا غير مسبوق يعيد رسم خارطة التحالفات التقليدية في المنطقة.

  • تعليق المفاوضات التجارية الأوروبية مع إسرائيل
  • فرض عقوبات على أفراد متورطين في الاعتداء على الفلسطينيين
  • دعوات متزايدة لفرض حصار تجاري على المنتجات القادمة من المستوطنات

مؤتمرات داعمة لدولة فلسطين

من أهم التطورات الإيجابية التي شهدتها القضية الفلسطينية، إعلان فرنسا عن استضافة مؤتمر دولي بالشراكة مع المملكة العربية السعودية لدعم حل الدولتين. يعكس هذا الجهد رغبة دولية متزايدة لإيجاد تسوية نهائية تعيد الأمل في تحقيق السلام بالمنطقة. المؤتمر يهدف إلى وضع جدول زمني واضح لتفعيل حل الدولتين، مع دعوات ملحة لمزيد من الدول الغربية بالاعتراف بدولة فلسطين بشكل رسمي. في هذا السياق، قامت دول مثل إسبانيا وأيرلندا العام الماضي بخطوات جريئة، مما يشكل ضغطاً على باقي الدول الأوروبية للسير على النمط ذاته.

جدول بسيط يوضح أبرز الدول المعترفة بدولة فلسطين:

الدولة سنة الاعتراف
النرويج 2023
إسبانيا 2022
أيرلندا 2021

ضغط متزايد على الثقافة والسياسة الإسرائيلية

في تطور موازٍ، لم يقتصر الرد الدولي على الجانب السياسي والاقتصادي فقط، بل امتد إلى المجال الثقافي أيضًا. من المقترحات المطروحة مؤخرًا في الاتحاد الأوروبي منع مشاركة إسرائيل في الفعاليات الثقافية على مستوى القارة، كتطبيق فعلي للعزلة الثقافية. كما أعرب بعض القادة الأوروبيين عن ضرورة توجيه رسالة واضحة لإسرائيل، بأن استمرار الانتهاكات لن يمر دون عواقب واسعة النطاق تشمل كافة القطاعات.

تظهر هذه التحركات المتنامية بوضوح أن العالم بدأ يتخذ موقفًا أقوى ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي، مدركًا أن أي حل مستدام يتطلب ضغطاً دوليًا مستمرًا لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، والاعتراف بدولة مستقلة تنهي عقودًا من المعاناة الإنسانية والسياسية. إذا استمرت المبادرات والأصوات الدولية على هذا المنوال، فقد يظهر زخم جديد قادر على تغيير الديناميات التاريخية للصراع.