«ارتفاع صادم» النفط يسجل أكبر قفزة يومية منذ بداية 2022

بعد التصعيد بالمنطقة.. النفط يسجل أكبر ارتفاع في يوم واحد منذ 2022

قفزت أسعار النفط بصورة مذهلة، حيث شهدت الأسواق ارتفاعًا بنسبة قاربت الـ7% خلال يوم واحد فقط لتبلغ مستويات لم تحققها منذ أشهر، جاء ذلك على خلفية تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، تحديدًا مع تبادل الهجمات بين إسرائيل وإيران، مما أثار القلق بشأن تأثير ذلك على إمدادات الطاقة العالمية.

قفزة كبيرة في أسعار النفط

أسفرت الأزمة الأخيرة عن قفزة لأسعار النفط العالمية حيث حقق خام برنت مكاسب بلغت 7.02% ليغلق عند 74.23 دولارًا للبرميل، وذلك بعدما وصل خلال التعاملات إلى 78.50 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى يشهده منذ أواخر يناير 2023. أما خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي فقد شهد هو الآخر ارتفاعًا كبيرًا ليسجل مكاسب يومية بنسبة 7.26%، مغلقًا عند 72.98 دولارًا، وذلك بعد أن لامس 77.62 دولارًا، وهو مستوى غير مسبوق منذ بداية العام نفسه.

إن هذه التحركات السعرية الكبيرة لا تعد شائعة في سوق النفط، مما يجعل الحدث محور تركيز الأسواق العالمية، خصوصًا أنه يأتي في وقت تتجه فيه الأنظار إلى مسألة إمدادات الطاقة في المنطقة وتأثير النزاع الحالي عليها.

أسباب الارتفاع في أسعار النفط

أحد العوامل الرئيسية وراء هذا الارتفاع هي الهجمات التي شنتها إسرائيل على منشآت إيرانية والتي طالت مواقع حساسة مثل المنشآت النووية ومصانع الصواريخ، وهو ما نتج عنه رد إيراني تمثل بضربات صاروخية متبادلة. هذه المواجهة العسكرية زادت المخاوف من احتمالات امتداد الصراع ليشمل مناطق أخرى، مما قد يؤدي إلى تعطيل إمدادات النفط العالمية.

وعلى الرغم من هذه التوترات، أشارت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير النفط إلى أن منشآتها لم تلحق بها أية أضرار وأن عمليات التكرير والتخزين لا تزال تعمل بشكل طبيعي، لكن التهديد بتوسع الأزمة لا يزال قائمًا.

  • أزمات سياسية قد تؤثر على إمدادات النفط في المنطقة
  • اعتماد الأسواق العالمية بشكل كبير على مضيق هرمز
  • خشية المستثمرين من انعكاسات اقتصادية أكبر

مضيق هرمز وتأثيره على الأسواق

يعد مضيق هرمز من أبرز النقاط الإستراتيجية للتجارة النفطية العالمية، حيث يعبر من خلاله نحو 18-19 مليون برميل نفط يوميًا، ما يعادل خمس الإنتاج العالمي من النفط، وبالرغم من أن الإمدادات لم تتعرض إلى تأثير مباشر حتى الآن، فإن المخاوف من احتمالية تعطل المرور عبر المضيق تضيف ضغوطًا إضافية إلى الأسواق.

الخوف الرئيسي هو أن يؤدي استمرار التصعيد أو مشاركة أطراف دولية إضافية مثل الولايات المتحدة في هذه الأزمة إلى التأثير مباشرة على تدفق الطاقة من المنطقة، مما قد يؤدي بالتالي إلى ارتفاعات جديدة بأسعار النفط. ومع ذلك، ذكر محللون مثل أولي هانسن من “ساكسو بنك” أن المنشآت النفطية ما زالت بعيدة عن دائرة الخطر حاليًا.

مقارنة بين مستويات أسعار الخام الرئيسية

نوع الخام السعر السابق السعر الحالي نسبة الزيادة
خام برنت 69.36 دولارًا 74.23 دولارًا 7.02%
خام غرب تكساس 68.04 دولارًا 72.98 دولارًا 7.26%

نتيجة لهذه الأرقام، بات واضحًا أن الأسواق لا تزال تستجيب للتطورات بشكل قوي ومباشر. يبقى التركيز الآن على كيفية إدارة التوترات في المنطقة ومدى قدرة الدول المعنية على الحد من التصعيد لتفادي تفاقم الأوضاع. كما أن استمرار تخوف الأسواق يعكس أهمية النفط كسلعة استراتيجية واستعداد الأسواق للتفاعل الحاد مع أي تطورات سياسية أو اقتصادية.