«هل تعلم» ما العورة الواجب على الرجل سترها أثناء الصلاة

ما العورة الواجب على الرجل سترها أثناء الصلاة؟

عند أداء الصلاة، يجب على الرجل أن يراعى شروط ستر العورة، وهي من أهم شروط صحة الصلاة وفق الشريعة الإسلامية. العورة الواجب على الرجل سترها أثناء الصلاة هي المنطقة الممتدة ما بين السرة والركبة، وهذا ما اتفقت عليه المذاهب الأربعة (الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة). سنتحدث في هذا المقال بالتفصيل عن هذا الموضوع مستعرضين أقوال العلماء ودلالات النصوص الشرعية.

حدود عورة الرجل أثناء الصلاة

حدد العلماء عورة الرجل أثناء الصلاة بأنها المنطقة بين السرة والركبة، مستدلين بعدد من النصوص الشرعية. على سبيل المثال، ورد في الحديث عن المِسْوَرِ بنِ مَخْرمَةَ رضي الله عنه قوله: “أقبلتُ بحجرٍ أحمله ثقيلٍ، وعليَّ إزارٌ خفيفٌ، قال: فانحلَّ إزاري ومعي الحجرُ لم أستطعْ أنْ أضعَه حتى بلغتُ به إلى موضعِه، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم: «ارجعْ إلى ثوبِكَ فخُذْه ولا تَمشُوا عُراةً»”. يدل هذا الحديث على وجوب ستر تلك المنطقة خلال الصلاة حتى لا يخل الإنسان بشروط صحة العبادة.

وهناك إجماع بين العلماء على أن العورة تشمل ما بين السرة والركبة تحديدًا، ويجب أن يكون اللباس ساترًا وغير شفاف لتحقيق هذا الشرط الأساسي.

هل السرة والركبة من العورة؟

اختلف الفقهاء فيما إذا كانت السرة والركبة نفسها تعدّان جزءًا من العورة. الغالبية العظمى من العلماء، ومنهم المالكية والشافعية والحنابلة، يرون أن السرة والركبة ليستا من العورة، بل هما حدٌّ للعورة. يمكن توضيح هذا بالروايات التي وردت عن الصحابة، منها حديث أبي الدرداء رضي الله عنه: “كنتُ جالسًا عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ أَقبلَ أبو بكر آخذًا بطَرَفِ ثوبِه حتى أبْدى عن رُكبتِه” ولم ينكر عليه النبي، مما يدل على أن الركبة ليست من العورة.

وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قيل إنه كان جالسًا مع أصحابه كاشفًا عن ركبته، فلما دخل عثمان رضي الله عنه غطاها. يرى العلماء أن هذه المواقف تدل على أن الركبة ليست عورة، لكنها من المناطق المحبذ سترها لزيادة التأدب.

  • عورة الرجل: ما بين السرة والركبة.
  • سترة الملابس: يجب أن تكون غير شفافة ولا تلتصق بالجسد لتصف ملامحه.
  • ضرورة التأكد من الستر لتحقيق صحة الصلاة.

شروط الساتر وما يجب مراعاته أثناء الصلاة

عند الحديث عن اللباس الذي يجب ارتداؤه أثناء الصلاة، من الضروري أن يتوافر فيه الشروط الآتية لضمان صحة الصلاة وتطابقها مع الأحكام الشرعية:

  • أن يكون اللباس ساترًا للعورة بشكل كامل من السرة إلى الركبة.
  • ألا يكون اللباس شفافًا يظهر لون الجلد أو تفاصيل الجسد.
  • أن يكون اللباس واسعًا بحيث لا يحدد معالم الجسد.
  • أن يكون مناسبًا للصلاة وألا يتعارض مع الخشوع والتركيز فيها.

وقد اتفقت المذاهب الفقهية على أن كشف العورة أثناء الصلاة، سواء كان متعمدًا أو بغير قصد ولم يتم سترها فورًا، يؤدي إلى بطلان الصلاة، لأن ستر العورة شرط لا يمكن تجاوزه.

جدول مقارنة حول ستائر العورة

فيما يلي جدول يوضح قواعد ستر عورة الرجل أثناء الصلاة بحسب المذاهب الأربعة:

المذهب أحكام ستر العورة للرجل أثناء الصلاة
الحنفية يجب ستر ما بين السرة والركبة، ولا تعد السرة والركبة من العورة نفسها
المالكية العورة ما بين السرة والركبة، ويُفضل ستر الركبة أيضًا
الشافعية العورة ما بين السرة والركبة، وتستر الركبة كمستحب
الحنابلة الركبة والسرة ليستا عورة، لكنهما حد العورة

لا شك أن الالتزام بستر العورة يعبر عن امتثال المؤمن لأوامر الله وتقديره لحُرمة العبادة. فاستخدام لباس مناسب وعناية بستر العورة يشكل جزءًا رئيسيًا من خشوع المسلم واهتمامه بإتمام عبادته.