«حقائق صادمة» شرب بول البعير هل يحمل فوائد صحية فعلًا؟

بول الإبل هو من المواضيع الشائكة التي لطالما أثارت الجدل في المجتمع بين مؤيدين لادعاءات فوائده ومعارضين يحذرون من أضراره البالغة لذلك فإن التعرف على الخصائص الكيميائية لهذا السائل، وتأثيره على صحة الإنسان، ومدى مصداقية الادعاءات المتعلقة بكونه علاجًا فعّالًا، يُعد أمرًا بالغ الأهمية لفهم الواقع بدقة وتجنب الوقوع في فخ الخرافات.

ما يميز بول الإبل عن أنواع البول الأخرى

بول الحيوانات عمومًا يختلف في تركيبه الكيميائي وفقًا للبيئة التي يعيش فيها الكائن وظروفه الفسيولوجية، لكن بول الإبل مبني على خاصية مذهلة لديها، وهي قدرتها على العيش في بيئات صحراوية قاحلة وتعتمد أجسامها على تقليل فقدان الماء لأدنى درجة ممكنة، فيؤدي هذا إلى إنتاج بول أكثر تركيزًا وغني باليوريا والأملاح بشكل استثنائي.

تُظهر الدراسات أن بول الإبل يحتوي على مركبات تعد سامة لجسم الإنسان إذا تم تناولها، وهذا يشمل نسبًا مرتفعة من النيترات والأمونيا التي تنتج من تحول البروتينات، وكلما قل محتوى البول من الماء زاد تركيز هذه المواد الضارة بشكل يجعلها أشد سمية من بول الحيوانات الأخرى، مثل الأبقار أو الأغنام.

الخرافات المتداولة حول فوائد بول الإبل

ادعت بعض الثقافات الشعبية والتقاليد البدائية أن بول الإبل يمكن أن يعمل كعلاج لمجموعة واسعة من الأمراض، مثل الأمراض الجلدية كالصدفية والبهاق، وأمراض الكبد والجهاز الهضمي، بل وحتى لمحاربة السرطان، لكن هذه الادعاءات قائمة برمتها على قصص وتفسيرات غير مدعومة بدليل علمي واضح.

بينما تم إجراء بعض الدراسات الأولية حول تأثير بول الإبل على مستوى معين من الخلايا، إلا أنه لم تكن هناك نتائج واضحة ومعتبرة طبيًا تدعم فاعليته بأية صورة، بل لم تُنجز تجارب كافية على البشر لتوضيح الأمر بصورة قاطعة.

  • لا تقر أي جهة دولية صحية باستخدام بول الإبل لأي أغراض علاجية
  • لا معايير لضمان سلامته عند الاستخدام
  • الآثار الجانبية المحتملة قد تتضمن مشاكل حادة في الكلى والتسمم

الأضرار المؤكدة لاستخدام بول الإبل

بعيدًا عن الخرافات والمعتقدات الشعبية، فإن الخصائص الكيميائية لبول الإبل تجعله غير مناسب للاستهلاك البشري بأي حال، حيث يسبب أضرارًا كبيرة أثبتتها دراسات علمية متعددة، مثل الدراسة السعودية الشهيرة التي أظهرت أنه يؤدي إلى تدهور وظائف النخاع العظمي وتباطؤ إنتاج خلايا الدم.

الأمر لا يقف عند الأمراض المزمنة، فبعض الأمراض المعدية قد تنتقل من الإبل إلى الإنسان من خلال البول أو المنتجات الأخرى كالحليب غير المُبستر، مما يفتح الباب أمام عدوى قد تكون قاتلة، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا المرتبط بالإبل).

أرقام وتحذيرات عملية تدحض الادعاءات

يمكن النظر إلى خطورة بول الإبل عبر مقارنة بسيطة في جدول يوضح مستويات السمية بالنسب المئوية.

| المادة السامة | بول الإبل (%) | بول الإنسان (%) |
|———————–|—————-|—————–|
| اليوريا | 8 | 2 |
| الأمونيا | 5 | 1 |
| النيترات | 3 | 0.5 |

من خلال هذه الأرقام، يمكن استنتاج أن بول الإبل يحتوي على تركيزات مضاعفة من المواد الضارة التي قد تسبب مشاكل صحية إذا استهلكها الإنسان.

التعليم والتوعية؛ أفضل السبل لمكافحة الخرافة

أهم ما يمكن فعله للوقوف بوجه الظواهر الصحية الخطيرة المرتبطة بالخرافات هو رفع وعي المجتمعات بخطورة هذه الممارسات، من خلال تقديم توعية تعتمد على نتائج علمية واضحة وكذلك نشر قصص حقيقية عن أضرار شرب بول الإبل، بالإضافة إلى تقديم البدائل الآمنة والموثوقة لعلاج الأمراض من خلال المختصين.

لذا، يجب على الأفراد الحرص على اتخاذ قرارات مدروسة تتعلق بصحتهم، فلا يوجد طريق أقصر لعلاج المرض أفضل من استشارة طبيب مؤهل محاط بعلم سليم وأدوات متقدمة بدل السقوط في دائرة الأساطير غير المستندة للمنطق.