«مفاجآت مذهلة» الخيال العلمي كتب التاريخ قبل 100 عام وهذه تنبؤاته اليوم

عبقرية أرتشيبالد مونتغمري لو تجلّت عبر اختراعاته وتوقعاته المستقبلية، إنه الاسم الذي يتردد حتى اليوم كأحد روّاد الابتكار والتخيّل، وُلد في لندن عام 1888 ليُصبح في مطلع القرن العشرين واحدًا من أكثر العقول بُعد نظر، إذ قدّم أول نسخة بدائية للتلفزيون وأحدث نقلة نوعية في الحروب حين اخترع أول طائرة بدون طيار خلال الحرب العالمية الأولى، لكنه لم يتوقف عند هذا الحدّ، بل تطلع إلى المستقبل بكتاباته التي توقعت ملامح العالم في عام 2025، حيث تحققت الكثير من رؤاه في عصرنا الحالي.

ابتكارات أرتشيبالد مونتغمري لو تجاوزت حدود عصره

عبر كتابه “المستقبل” الذي نُشر عام 1925، رسَم أرتشيبالد لو عالَمًا يبدو وكأنه ضربٌ من الخيال، لكن الحقائق التي نعيشها اليوم تُثبت عبقرية أفكاره، وصف في كتاباته أدوات تبدو مشابهة بشكل مدهش للهواتف الذكية الحديثة، تلك الأجهزة الأنيقة التي تحملنا من الماضي إلى المستقبل بإمكاناتها اللامحدودة، أشار لو أيضًا إلى فكرة الأرصفة المتحركة، التي توافرت الآن في مشروعات البنية التحتية العصرية بالمطارات ومراكز التسوق، وجعلت التنقل السريع أسهل وأكثر راحة.

• الهواتف التفاعلية التي تُدير حياتنا بالكامل
• نظام الأرصفة السريعة في الأماكن العامة
• ظهور التلفزيون كبديل للصحف المصوّرة

كان أرتشيبالد لو هنا ليس فقط كعالم أو مخترع، بل نبيّ تكنولوجي استطاع أن يرى أبعد من عصره، منح الأجيال اللاحقة أدوات لفهم التغيير المستقبلي.

منبهات العصر اللاسلكية والبث الإذاعي للأخبار

اعتبر لو أن المستقبل سيكون مليئًا بالأجهزة اللاسلكية التي تسهّل حياة الناس، على سبيل المثال، تحدّث عن وجود منبهات لا تحتاج إلى أسلاك وتوقظ الناس تلقائيًا في مواعيد محددة، وهو وصف قد ينطبق جزئيًا اليوم على الساعات الذكية التي تقوم بمثل هذه المهام بكفاءةٍ مُذهلة، كذلك قدّم توقعًا لافتًا عن بث الأخبار بشكل صوتي، وهو المرحلة الأولى التي مهّدت لثورة الراديو في القرن العشرين ثم لاحقًا منصات البودكاست الحديثة، لقد كان إدراكه للجوانب العملية للتكنولوجيا رائعًا ومبكرًا بشكل استثنائي.

• المنبهات اللاسلكية تواكب التطورات الحديثة
• بث الأخبار صوتيًا أسس لفكرة المذياع
• تقنيات الراديو الحديثة تطورت وصولاً إلى البودكاست

توقعات أرتشيبالد لو للطاقة المتجددة والخدمات الرقمية

إلى جانب توقعاته التقنية اليومية، تناول أرتشيبالد لو القضايا الكبرى التي تخص البشرية، منها الطاقة البديلة، إذ توقع استخدام الرياح والمد والجزر كمصادر رئيسية للطاقة المتجددة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وهي الفكرة التي أصبحت اليوم ضمن أسس التحول المناخي العالمي، كما أشار إلى خدمات مصرفية إلكترونية تُتيح الوصول إلى الأموال وإجراء المعاملات عن بُعد، وهو أمر اعتدناه في زمننا الحالي مع التطبيقات المصرفية والأنظمة الرقمية.

حتى مع تلك التوقعات المدهشة، لم تصمد جميع أفكاره أمام اختبار الزمن بنفس القوة، إذ تنبأ مثلًا بارتداء ملابس مصنوعة من اللباد الصناعي، وهو ما لم يتحقق بعد بشكل كامل بالرغم من التقدم في عالم الأزياء الذكية، كذلك توقّع تصنيع الأطفال في المختبرات على نطاق واسع، وهو أمر يبدو بعيد المنال حاليًا، لكنه يعكس طموحه العلمي الذي لا حدود له.

مدى عمق رؤية أرتشيبالد لو واستشرافه للتكنولوجيا

من خلال قراءة توقعاته، ندرك أن أرتشيبالد لو قد وضع أسسًا مستقبلية ينطلق منها عالمنا المعاصر، فاختراعه الذي تحدث عنه للنظارات التي تمكّن الناس من مشاهدة الأفلام باختيارهم المسبق يمكن أن نراه واضحًا في تقنيات الواقع الافتراضي وأجهزة الواقع المعزز، هذه الأجهزة التي تأخذنا إلى عوالم جديدة بأقلّ مجهود.

لقد كانت أفكار أرتشيبالد لو جسرًا بين الماضي والمستقبل، وبين الجنون المشروع والعقلانية العلمية، ولا تزال شخصيته متفردة كعلم من أعلام الابتكار الذين ألهموا البشرية بما قد يتحقق، دعونا نُقدّر عبقرية المفكرين ممن يملكون القدرة على تصور الغد وسط تعقيدات اليوم.