«سر مُذهل» أفغانستان قصة شعب هزم الإمبراطوريات في كل معاركه

الدكتور حياة الله عتيد: أفغانستان بين الماضي والمستقبل

أفغانستان، تلك البلاد المنسية في زوايا الأخبار، تحمل في طياتها قصصًا عن مقاومة ونضال وهوية عصية على التغيير، كانت منازل الطين الباردة ومآذن المساجد شاهدة على أجيال نشأت في ظروف بالغة الصعوبة، ورغم ذلك، استطاعت أن تصنع لنفسها مسارًا متفردًا يعكس إيمان شعبها وجذور هويته العميقة، ولعل الدكتور حياة الله عتيد خير من يسرد معاناة وطنه ويفتح نوافذ الأمل تجاه ما هو قادم.

نشأة تحت القصف: الطفولة في أفغانستان

الحياة في أفغانستان خلال الغزو السوفيتي تتحول إلى تجربة لا تُنسى بالنسبة للأطفال القاطنين في قلب الحدث، والدكتور حياة الله عتيد يجسد هذا الواقع بكل تفاصيله، حيث عاش طفولته بين جدران منازل طينية تصد أصوات الانفجارات دون جدوى، وكانت الدراسة تحت الأشجار هي الخيار الأوحد أمام الراغبين في التعلم، مع ذلك، لم تثنهم تلك الظروف عن السعي لتحقيق آمالهم، إذ دفعتهم الهجرة إلى باكستان للحصول على التعليم، مع البقاء على صلة وثيقة بجذورهم عبر زيارات خاطفة للأهل رغم المخاطر.

  • النشأة في بيئة فقيرة وتحت قصف دائم.
  • انتقال مستمر بحثًا عن الأمان والتعليم.
  • تحديات قاسية، لكنها صنعت إرادة لا تهزم.

هدوء القرى وصراع الثقافات

المجتمع الأفغاني معروف بتنوعه العرقي والثقافي، ومع ذلك كانت الوحدة سمتهم الأساسية حتى بدأ التدخل الأجنبي في تفتيت هذا النسيج، التدخلات الخارجية ساهمت في تكريس القبلية وتحويل الاختلافات السياسية أو الثقافية إلى صراع مستمر، ورغم محاولة هذه القوى زرع الانقسامات، نجد أن الدين الإسلامي ما زال الرابط الأساسي بين المكونات المختلفة في أفغانستان، حيث تشكل الهوية الدينية حجر الزاوية للأخلاق والتربية اليومية، بدايةً من تعليم الأطفال القيم الأخلاقية في المساجد، مرورًا بترسيخ مفهوم الثقافة الراسخة التي تميز الأفغان.

الجانب الاجتماعي الواقع الأفغاني التحديات
التعليم التقليدي المساجد وأئمة القرى نقص الموارد والدعم الخارجي
الدين والثقافة هوية متجذرة وروابط قوية محاولات تغيير الهوية من الغرب
وحدة الشعب مشتركات دينية تجمع الأفغان ضغوط التدخلات الأجنبية

فلسطين وأفغانستان: جسر يجمع القلوب

أفغانستان، رغم بعدها الجغرافي عن فلسطين، تعتبر هذه القضية جزءًا من عقيدتها الثقافية والدينية، وفي كل زاوية من زوايا أفغانستان نصيب محفوظ لفلسطين، بدايةً من خطب الجمعة، إلى المجسمات التي تمثل قبة الصخرة والقدس، تتعمق عاطفة الشعب الأفغاني تجاه هذه القضية، حيث يتم غرس حب فلسطين في قلوب الأطفال منذ نعومة أظفارهم، إلى درجة أن الكثير من الشباب الأفغان يتمنون أن يشاركوا في الدفاع عن المسجد الأقصى.

  • القضية الفلسطينية متجذرة في ثقافة الشعب الأفغاني.
  • إحياء الرموز مثل قبة الصخرة بين المجتمعات الأفغانية.
  • الدعم الدائم من خلال الدعاء والمناسبات الدينية.

التاريخ الأفغاني مليء بالتحديات، لكن ما يميز هذا الشعب هو ثباته على مبادئه، رغم كل المحاولات الأجنبية لتغيير الهوية أو تفريق النسيج الاجتماعي، يحافظ الأفغان على ما يجعلهم فريدين، ثقافتهم الإسلامية المترسخة، وتمسكهم الدائم بأمل يعيدهم إلى أزمنة أكثر إشراقًا