«تحرك جريء» شيخ مؤتمري يقلب الطاولة على الحوثي وتفاعل يمني غير مسبوق

في مشهد مهيب يعكس العمق الحقيقي لروح القبائل اليمنية وصلابتها، أثارت مراسم تشييع الشيخ القبلي البارز وعضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام، ناجي محمد جمعان، موجة من المشاعر والانطباعات التي تحاكي صوتًا شعبيًا يرفض الهيمنة والاستسلام. صنعاء، عاصمة اليمن التي ترزح تحت سيطرة جماعة الحوثي، شهدت تجمعًا بشريًا كاسحًا عكس قوة القبيلة اليمنية وتلاحم أبنائها ضد أي مشروع خارجي يسعى للنيل من استقلالهم وهويتهم.

مراسم تشييع الشيخ ناجي جمعان: مشهد جماهيري صامت

شهدت العاصمة صنعاء أضخم موكب تشييع قبلي خلال الأعوام الأخيرة، حيث توافدت آلاف الجماهير من مختلف المناطق اليمنية لتشييع الشيخ ناجي جمعان. انطلقت مراسم التشييع من المستشفى السعودي الألماني في صنعاء وصولًا إلى مثواه الأخير في مقبرة كولة جدر، في مشهد يعبر عن رسالة قوية ترفض الخضوع والتبعية. الحضور الكثيف للأعيان والشخصيات الاجتماعية أكد أن القبائل ما زالت تحتفظ بكيانها وهويتها رغم التحديات.

كان لافتًا أن الحشود المشاركة في التشييع تحولت إلى استفتاء شعبي صامت، أظهرت من خلاله الجماهير رفضها الصريح للتدخلات الإيرانية عبر أدواتها المحلية. هتافات المواطنين والتجمعات الكثيفة صورت مشهدًا تجاوز كونه جنازة إلى فعل سياسي يعكس إرادة الجماهير اليمنية داخل صنعاء، وهو ما وصفه بعض المراقبين بـ “نقطة تحول فارقة”.

دلالات ورسائل الحشود القبلية ضد الحوثيين

لم يكن حضور الجماهير في تشييع الشيخ ناجي جمعان حدثًا عابرًا، بل جاء محملًا بالعديد من الرسائل والإشارات الواضحة. أولها أن صنعاء، رغم القبضة الحديدية التي فرضتها جماعة الحوثي، ما زالت ترفض الاستكانة وتحتفظ بكرامتها. كما أظهر التشييع أن القبائل اليمنية تبقى وفية لقادتها ورموزها مهما حاولت الظروف السياسية تغيير مسارها.

وفقًا لتصريحات وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، فإن هذا الحضور الجماهيري الكثيف يعكس أن القبيلة اليمنية لم تفقد روحها الحرة والتواقة للاستقلال. كما أشار إلى أن هذا الحدث يمثل نوعًا من الانتفاضة الصامتة التي تظهر مدى العزلة التي تعاني منها جماعة الحوثي حتى في مناطق نفوذها، وهو ما يعكس تنامي الرفض الشعبي لها.

  • تأكيد ولاء القبائل لرموزها الوطنية.
  • إظهار رغبة القبائل في التحرر من أي تبعية خارجية.
  • توحيد الصفوف القبلية في مواجهة الهيمنة الحوثية.
  • إبراز الاحتقان الشعبي داخل صنعاء بشكل واضح.

ما وراء الرمزية السياسية لموكب التشييع

توفي الشيخ ناجي محمد جمعان بعد سنوات من الصراع السياسي والنفي، وكان يمثل رمزًا من رموز القبيلة اليمنية ومقاومتها الطويلة ضد الهيمنة الحوثية. هذا التشييع الكبير لم يكن فقط وداعًا لواحد من قادة القبائل، بل كان بمثابة صوت صامت للجماهير اليمنية التي تبحث عن الخلاص واستعادة كرامتها. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها الجماعة، إلا أن حجم الحشود أكد أن الشعب يمتلك إرادته في مواجهة أي قمع.

كما أن مشهد التشييع أثار انزعاجًا واضحًا لدى الجماعة الحوثية، حيث عكس ضعف قبضتها حتى في مناطق تعد مركز نفوذها التقليدي. ومن هذا المنطلق، فإن هذه التظاهرة الصامتة قد تمثل بداية لتحركات أكبر تعزز من دور القبيلة في استعادة الدولة اليمنية، كونه يعكس تماسك المكونات الاجتماعية ضد أي تسلط خارجي.

العامل الانعكاس السياسي والاجتماعي
الحشود الجماهيرية تأكيد وحدة الشعب اليمني ضد الحوثيين
الرمزية القبلية إبراز دور القبائل في حفظ الهوية اليمنية
الإجراءات الأمنية إظهار توتر الحوثيين وضعف موقفهم

بهذا يمكننا أن نستخلص أن مراسم التشييع التي شهدتها صنعاء لم تكن مجرد وداع لشيخ قبلي بارز، بل كانت بمثابة رسالة جماعية لصوت الشعب اليمني الذي ظل متمسكًا بحريته وكرامته.