«تحليل صادم» القدرات الإسرائيلية لا تسمح باستهداف كل المنشآت النووية الإيرانية

الأستاذ طارق فهمى: القدرات الإسرائيلية محدودة أمام المنشآت النووية الإيرانية

القدرات الإسرائيلية محدودة ولن تستطيع استهداف جميع المنشآت النووية الإيرانية، هكذا وصف الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، الوضع العسكري الحالي بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران والتي أثارت حالة من التوتر الإقليمي غير مسبوقة، ويشير فهمي إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية تمت بتنسيق مسبق مع الجانب الأمريكي رغم تصريحات مناقضة، مما يعكس تعقيد الأوضاع.

قدرات إسرائيل أمام المنشآت النووية الإيرانية

الضربات العسكرية الأخيرة ضد إيران وضعت التساؤل حول مدى قدرة إسرائيل على التأثير في قدرات إيران النووية، ولكن وفقًا للمصادر، تبقى المنشآت الإيرانية محصنة بشكل يجعل من الصعب استهداف جميعها، ويرى العديد من الخبراء أن المنشآت الموزعة جغرافيًا والمعززة بأنظمة دفاع جوي تساهم في تحجيم القدرات الإسرائيلية على شن ضربة فعالة وشاملة.

بجانب هذه المعضلات التقنية، جاءت تصريحات الإعلام الإيراني لتؤكد جاهزية أنظمتها الدفاعية، مشيرة إلى نجاحها في التصدي لبعض الضربات في مناطق مختلفة كأصفهان وطهران، وإشارات واضحة عن تصعيد مستمر بين الجانبين، وأضاف الدكتور طارق فهمي أن الرد الإيراني المتوقع سيؤدي إلى تداعيات خطيرة، حيث يتعامل الاحتلال بحالة من الذعر تصل إلى حد إعلان حالة الطوارئ القصوى في جميع مناطقه.

التراشق العسكري وموجات الصواريخ

الهجمات المتبادلة بين الاحتلال وإيران أظهرت تصعيدًا خطيرًا يتوقع أن يستمر، حيث تحدثت مصادر متعددة عن سقوط صواريخ إيرانية داخل تل أبيب وغيرها من المناطق، وقد تم الإبلاغ عن موجة خامسة من الرد الإيراني، مما خلف أضرارًا عديدة، فقد سقطت صواريخ في مناطق بارزة، مخلفة قتلى وإصابات متعددة.

قدمت وسائل الإعلام مشاهد مباشرة وصورًا توضح آثار الضرر الذي خلفته النزاعات المسلحة. ظهرت عدة حرائق وانهيارات جزئية في مناطق متفرقة من تل أبيب ومدن أخرى في مناطق الاحتلال، وسط تقارير عن استنفار الدفاعات الجوية الإسرائيلية واعتراض بعضها لكن بعيدًا عن النجاح الشامل.

هنا خطوات مهمة لفهم تداعيات التراشق العسكري:

  • إعلان إسرائيل المستمر عن استعدادها لأي ردود أفعال إيرانية مكثفة.
  • ادعاءات إيران بقدرتها على تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
  • حالة التأهب في الطرفين تزيد التعقيد على الساحة الدولية.

ردود الأفعال الإقليمية والتحرك الدولي

ينعقد المجتمع الدولي في سلسلة اجتماعات طارئة، حيث أعربت عدة دول عربية كالكويت والإمارات عن استنكارها للعدوان ضد إيران، مؤكدة أنه يمثل انتهاكًا واضحًا لسيادة الدولة الإيرانية وأمن المنطقة، وعلى النحو ذاته، أصدرت المملكة العربية السعودية دعوة عاجلة للمجتمع الدولي لوقف العدوان وتخفيف حدة التصعيد المتصاعد.

فيما يلي استعراض موجز للردود من الأطراف الدولية:

الدولة الموقف الرسمي
الكويت أدانت الهجمات، دعت لإيقاف التصعيد تمامًا.
الإمارات وصفت الهجوم بأنه عمل غير شرعي يحمل خطرًا على الأمن الإقليمي.
السعودية طالبت مجلس الأمن بتدخل فوري لخفض التوترات والعودة بالمحادثات النووية إلى مسار آمن.
الأمم المتحدة دعا أمينها العام إلى وقف جميع الأعمال العدائية وعقد محادثات سلام لتجنب الأسوأ.

أما على مستوى الداخل الإيراني، فرضت الحكومة حظرًا على تطبيق واتساب، إلى جانب صرامة على خدمات الإنترنت، معتبرة أن تقليل الاتصال الخارجي يعزز الأمن العام تزامنًا مع الأوضاع الأمنية المضطربة.

أهداف التصعيد وتحذيرات من كارثة إقليمية

من الواضح أن الهجمات الإسرائيلية تأتي ضمن محاولات واضحة للضغط على إيران في مفاوضاتها النووية مع الولايات المتحدة، كما تشير الدلائل إلى أن تل أبيب تسعى لإضعاف أي تقدم إيراني يُعتقد أنه يهدد التوازن في المنطقة، فيما يرى الخبراء أن هذا التصعيد سيزيد احتمالية التدخل الأمريكي المباشر وما يرافقه من عواقب خطيرة قد تمتد لسنوات طويلة.

من جهته، يؤكد الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن مثل هذا التصعيد قد يؤدي إلى دخول المنطقة في صراعات طويلة الأمد إذا لم تتحرك القوى الكبرى بحنكة لاحتواء الأطراف المختلفة ومنع المواجهة العسكرية الكاملة، وهو تطور يتطلب تضافر الجهود الدولية بشكل كبير.

ختام الصراع بين إيران وإسرائيل ما زال مجهولًا، لكنه سيظل عاملًا مؤثرًا على مجريات الأمن الإقليمي والدولي لسنوات قادمة.