«قرار مفاجئ» تعيين جون أكري مديرا تنفيذيا لمؤسسة غزة الإنسانية

تعيين جون أكري مديرًا تنفيذيًا جديدًا لـ "مؤسسة غزة الإنسانية"

كشفت مؤسسة غزة الإنسانية، صباح اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025، عن تعيين جون أكري كمدير تنفيذي مؤقت عقب استقالة مديرها السابق بسبب احتجاجه على ما وصفه بغياب الاستقلالية داخل المؤسسة، وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه غزة محاولات متجددة لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان القطاع المحاصرين وسط اعتراضات دولية على الآلية الجديدة لتوزيع الدعم بشكل يوصف بأنه غير مستقل.

نظام مساعدات غزة الإنسانية الجديد: نقاط التوزيع الأولية

بدأ مؤخرًا نظام المساعدات الإنسانية الجديد بالعمل في غزة، وتحديدًا يوم الاثنين، حيث افتتحت أولى نقاط التوزيع المدعومة دوليًا لتوفير المواد الغذائية للسكان الذين يعانون من نقص حاد في الموارد الغذائية نتيجة حصار إسرائيلي مستمر لمدة ثلاثة أشهر، ويأتي الحصار كجزء من ضغوطات سياسية تهدف إلى التأثير على حكومة حماس من خلال التضييق الاقتصادي والاجتماعي، وتعتزم مجموعة تعمل تحت دعم الولايات المتحدة إيصال الإمدادات الغذائية تدريجيًا وفقًا لما جاء في بيانها التأسيسي، وذلك بالرغم من اعتراضات صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية.

وصول الإمدادات مع تصعيد الأحداث الميدانية

أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية في بيان لها أن الشاحنات المحملة بالغذاء بدأت بالوصول إلى نقاط التوزيع المخصصة، حيث تم تسليم أول دفعة من المساعدات يوم الاثنين، وقد شهد نفس اليوم غارات إسرائيلية أودت بحياة 52 شخصًا، مما يسلط الضوء على الظروف المأساوية التي يعيشها سكان القطاع، وأكدت المؤسسة خلال بيانها أن المزيد من الشاحنات في طريقها إلى غزة اليوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن تزداد وتيرة الإمدادات بشكل كبير خلال الأيام القادمة لسد الاحتياجات المتزايدة لسكان القطاع.

خطوات توزيع المساعدات الغذائية:

  • إعداد نقاط توزيع في مواقع محددة بمناطق مختلفة من القطاع لتغطية السكان.
  • تنسيق مع السلطات المحلية لتحديد الأولويات القصوى للمستفيدين من الإمدادات.
  • إرسال الشاحنات المحملة بالغذاء ومواد الإغاثة بشكل يومي وفقًا للتقديرات الميدانية.
  • ضمان فحص المواد وتوثيق عملية التوزيع لضمان وصول المساعدات لمستحقيها دون استثناء.

رفض أممي واعتراض على النظام الإغاثي الجديد

أعربت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة عن معارضتها للنظام الجديد المدعوم بشكل أساسي من إسرائيل والولايات المتحدة، حيث ترى أن هذا النظام قد يستخدم الغذاء كأداة ضغط سياسي، وهو ما يتعارض مع المبادئ الأممية لتقديم المساعدات بشكل مستقل وعادل، كما أضافت بعض المنظمات أن النظام الحالي قد يساهم في تعزيز المعاناة بدلًا من تخفيفها، نظرًا لتحكم القوى الضاغطة بموارد الغذاء ومنافذه.

مقارنة بين النظام الإغاثي الجديد والنظام الأممي التقليدي:

المجال النظام الإغاثي الجديد النظام الأممي التقليدي
الاستقلالية مدعوم من قوى دولية مستقل ومحايد تمامًا
طريقة التوزيع عبر نقاط توزيعية مركزية توزيع مباشر وفق سجلات دقيقة
آلية المراقبة تخضع لإشراف إسرائيل والولايات المتحدة إشراف أممي بالكامل

رغم هذه الانتقادات، فإن المؤسسة تؤكد التزامها بالتخفيف من معاناة المدنيين وتقديم المساعدات بشكل يومي وبطريقة منظمة.

الموقف الإنساني في ظل التوترات السياسية المتصاعدة

إن الوضع الإنساني المتأزم في غزة يتطلب تحركًا جادا يفوق المشاحنات السياسية والاختلافات الدولية حول آليات إيصال المساعدات، حيث إن المساعدات يجب أن تكون حقًا إنسانيًا بعيدًا عن أي أوراق ضغط سياسية، ويبقى أمل سكان القطاع معلقًا على استمرارية وصول الغذاء بشكل كافٍ يلبي احتياجاتهم الأساسية ويعيد الحد الأدنى من الاستقرار إلى حياتهم، ومع استمرار التصعيد العسكري، يُرجح أن تتفاقم المعاناة إذا لم يتم تأسيس آلية إغاثية عادلة وشاملة ترعى احتياجات الجميع بالتساوي.