«تعرف الآن» نصائح لضباط الشرطة والمحامين من اللواء خالد الشاذلي لتحقيق مجتمع قويم

نصائح ومعلومات من رحلة في عالم البحث الجنائي والقانون يقدمها اللواء خالد الشاذلي، مساعد وزير الداخلية الأسبق وخبير البحث الجنائي والمحاماة، حيث يشرح خلاصة خبرته الطويلة في هذا المجال الشيّق، مقدمًا رؤية شاملة لكل من يعمل في مجال القانون والأمن. يتناول الشاذلي مبادئ النجاح، أهمية التفاصيل، وقصص من الواقع التي تعكس العمل الشرطي والمحاماة بكافة جوانبها.

أسس النجاح في العمل الأمني والقانوني

يشدد اللواء الشاذلي على أهمية أن يكون النجاح في المهن الأمنية والقانونية مبنيًا على الالتزام بالشغف والمبادئ، فليس كافيًا أن يؤدي الفرد مهامه اليومية دون إبداع أو تطوير، بل يجب أن يسعى للمساهمة الإيجابية التي تميز المحترفين عن العاديين. ويرى أن الوصول للاحترافية يتطلب:

• تنمية الذات: قراءة مستمرة في كل المستجدات المتعلقة بمجال القانون والبحث الجنائي.
• التعلم من الخبرات: الاستفادة من التجارب السابقة ومشاركة المعارف مع المخضرمين.
• التواصل مع الشخصيات المختلفة: تكوين شبكة علاقات قوية وفهم أهمية الإصغاء للآخرين.

بهذه الخطوات، يمكن لأي متخصص أن يرتقي بمستواه المهني ويعزز من تأثيره في محيطه العملي.

فن الاستجواب وعلم النفس الجنائي

يُعتبر الاستجواب قلب العمليات الجنائية، لكن اللواء الشاذلي يرى أن الاستجواب الفعّال لا يعتمد على الضغط أو الإجبار، بل على بناء الثقة بين المحقق والمتهم. يشدد على أن فهم المجرم يبدأ بفهم لغته النفسية والجسدية، عبر:

• ملاحظة تعابير الوجه وحركات الجسم، حيث أن لغة الجسد تكشف الكثير عن نوايا الشخص.
• فتح حوار عام معه حول موضوعات تشمل الدين، الحياة اليومية أو السياسة، مما يسهل اكتشاف النقاط التي يمكن تحفيزه بها أو الضغط عليها للحصول على معلومات.

هذه الطريقة تظهر الفرق بين الأسلوب التقليدي وأسلوب يعتمد على دراسة عميقة للشخصية ونقاط ضعفها.

أهمية المحضر الجنائي ودقته

المحضر الجنائي ليس مجرد ورقة عابرة، بل هو وثيقة قد يتوقف عليها مصائر أناس. يوضح اللواء خالد الشاذلي أن صياغة المحضر يجب أن تتم بأعلى درجات الحياد والاحترافية لضمان العدالة. لذا، يقدم مجموعة من النصائح المتعلقة بإعداد هذه الوثيقة المهمة، منها:

• التأكد الكامل من المعلومات والتحقق من مصادرها لتجنب الأخطاء الجسيمة.
• معاينة مسرح الجريمة بنفس العمق والتحليل من قبل ضابط التحقيق لجمع كل الأدلة المتعلقة بالحادث.
• الحذر من التسرع في تثبيت الاتهام دون امتلاك أدلة قوية، لأن الخطأ هنا قد يتسبب في ظلم بريء.

المقارنة بين العمل الشرطي والمحاماة

بعد تقاعده من الشرطة، اتجه اللواء الشاذلي إلى العمل في مجال المحاماة، معتمدًا على القيم التي آمن بها أثناء خدمته الأمنية. يمكن رؤية نقاط الالتقاء والاختلاف بين العملين عبر الجدول التالي:

على الرغم من اختلاف المسؤوليات، يشدد اللواء الشاذلي على أن الهدف المشترك بين المهنتين هو تحقيق العدالة وخدمة الإنسانية.

قصص واقعية تلقي الضوء على الجانب الإنساني

يحكي اللواء الشاذلي عن تجاربه الفريدة التي ظهرت فيها أهمية الإنسانية والتفاصيل في العمل الأمني. يوضح أن كشف الحقائق لا يعتمد فقط على التكنولوجيا الحديثة، بل التحليل العميق للظروف والأدلة. كما يقدم بعض النصائح المستخلصة من رحلته، مثل:

• لا توجد جريمة كاملة، فهناك دائمًا ثغرة يمكن الاعتماد عليها لكشف الحقيقة.
• التدريب المستمر على استخدام تقنيات جنائية مثل تحليل البصمات ومعاينة الأدلة الفنية.
• العمل بروح الفريق لضمان سلامة العملية القضائية وتحقيق الهدف المنشود.

إن التعامل مع الضحية أو الجاني بطريقة إنسانية يُظهر بوضوح أن العمل الأمني ليس قسوة، بل هو تأدية لإنسانية الوظيفة بكل قيمها.

بهذا يظهر لنا كيف يتم المزج بين المهنية والأخلاق والرؤية الإنسانية، وهي أمور لا غنى عنها لتحقيق العدالة المنشودة.