«تعرف الآن» شروط الأضحية والمعايير الشرعية لاختيارها بشكل صحيح

يبحث المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها عن شروط الأضحية، فهي تعد من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، مقتدين بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، حيث قال: “إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ”، ومع إقبال عيد الأضحى المبارك، يتزايد البحث عن تفاصيل الأضحية وشروطها وكل ما يتعلق بها.

مواصفات الأضحية الشرعية

عند الحديث عن شروط الأضحية، يجب مراعاة قواعد أساسية تشترطها الشريعة الإسلامية، وهي أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام كالخراف والماعز والإبل والبقر، وذلك وفقًا لقوله تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ)، كما لا بد أن تحقق شرط السن الشرعي، حيث يجب أن تكون جذعة من الضأن أو ثنية من الإبل والبقر والمعز، بالإضافة إلى شرط السلامة من العيوب، مثل العور أو المرض أو الهزال، مع ضرورة التأكد من ملكية الأضحية لصاحبها، فإن كانت مسروقة أو مغصوبة أو هناك حق يتعلق بها مثل الرهن، فإن ذلك يبطل الأضحية تمامًا.

ومن الجدير بالذكر أن وقت ذبح الأضحية يبدأ بعد صلاة عيد الأضحى ويستمر إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وتعد هذه الفترة هي الإطار الزمني الوحيد المقبول لتنفيذ هذا النسك العظيم.

تقسيم الأضحية بشكل صحيح

من السنن النبوية المتعلقة بشروط الأضحية، تقسيم الذبيحة بعد الذبح إلى ثلاثة أجزاء متساوية للغاية، بحيث يتم إعطاء جزء للمحتاجين والفقراء كصدقة، وجزء آخر يقدم هدية للأصدقاء والأقارب كصلة رحم، وأخيرًا جزء مخصص للبيت والعائلة خاصة للاستمتاع بنعمة الله في أيام العيد.

لضمان هذا التقسيم بشكل فعال، يُفضل أن يتم تقطيع أجزاء الذبيحة إلى أجزاء صغيرة تناسب التوزيع، مما يسهل إيصال النعمة لكل من يستحقها بسهولة دون عناء، وهكذا يتحقق جانب من التضامن والتكافل الاجتماعي الذي يعكس روح الشريعة الإسلامية ومبادئها العظيمة.

أهم مبطلات الأضحية

هناك بعض الأمور التي قد تؤدي إلى بطلان الأضحية وتجعلها غير صالحة للذبح، ومن هذه المبطلات أن تكون الأضحية مصابة بعيوب واضحة مثل العور أو فقدان البصر تمامًا، أو إذا كانت متخمة للغاية نتيجة الأكل الزائد قبل الذبح حتى تشرف على الهلاك، كما تُحظر أضحية عاجزة عن المشي بسبب مرضٍ أو إصابة خطيرة، ويشمل ذلك تلك التي تعرضت لخنق أو سقوط قد يؤدي إلى موتها قبل الذبح الشرعي.

إلى جانب ذلك، إذا كانت الأضحية تعاني من مشكلات تمنعها من الولادة بسهولة أو تعرضت لاختناق أو أي ضرر شديد يؤثر على حالتها الصحية، فإنها تصبح غير صالحة للأضحية، لذا، يجب الحرص على اختيار أضحية سليمة تمامًا من جميع العيوب لتحقق القربى على الوجه الأكمل.

شروط ذبح الأضحية وفق السنة

يشترط في ذبح الأضحية اتباع خطوات دقيقة مستوحاة من السنة النبوية، على أن يتم الالتزام بالآتي:

• التحقق من سلامة الأضحية وخلوها من العيوب.
• استقبال القبلة عند الذبح.
• وضع الأضحية على جنبها، مع ذكر اسم الله عليها بقول: “بسم الله، والله أكبر”.
• الحرص على استخدام أدوات حادة وذبحها برفق لتقليل ألم الحيوان أثناء الذبح.
• عدم ذبح الأضحية بحضور أخرى حفاظًا على مشاعرها.
• مع التأكيد بعدم سلخها إلا بعد التأكد من زهوق روحها تمامًا، وأنها قد ماتت بالكامل.
• وأخيرًا، الامتناع عن إعطاء الجزار أجرته من لحم الأضحية، فذلك يخالف السنة.

الفرق بين أنواع بهيمة الأنعام

بتحقيق الشروط والالتزام بالخطوات، يتحقق الأجر والقبول بإذن الله، فالغاية الأساسية من الأضحية هي التقرب إلى الله، ونشر الحب والخير بين المسلمين.