«انهيار مفاجئ» سعر الليرة السورية مقابل الدولار يحقق أدنى مستوى اليوم

مؤشرات السوق السورية تشير إلى تدهور متزايد في قيمة الليرة مقابل العملات الأجنبية، مما يعزز التحديات الاقتصادية اليومية للسوريين، حيث ينعكس هذا التدهور بشكل مباشر على تكاليف المعيشة ومستويات الفقر، وتزداد الأمور صعوبة مع الفجوة الواضحة بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء، مما يضع المزيد من الضغط على الاقتصاد المنهك في البلاد.

السعر الرسمي في البنوك السورية

تحافظ البنوك السورية على السعر الرسمي للدولار عند 11,000 ليرة للشراء و11,110 ليرة للبيع، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن مصرف سوريا المركزي، ويبلغ السعر الوسطي الرسمي للعملات الأخرى مثل اليورو نحو 12,667.60 ليرة للشراء و12,794.27 ليرة للبيع، في حين تبلغ الليرة التركية 280.60 ليرة للشراء و283.41 ليرة للبيع، هذه الأسعار قد تبدو مستقرة، ولكن السوق السوداء تقدم بديلاً مختلفًا تمامًا، مما يرفع احتمالية استعمال المواطنين للسوق الموازية بدلًا من الاعتماد على القنوات الرسمية نظراً للفروقات الكبيرة.

اختلاف الأسعار في السوق السوداء

عندما نلقي نظرة على السوق السوداء، نجد أرقامًا مختلفة تمامًا، على سبيل المثال، يُتداول الدولار في دمشق وحلب بأسعار تصل إلى حوالي 9,800 ليرة للشراء و9,900 ليرة للبيع، بينما تصل الأسعار في الحسكة إلى 10,050 ليرة للشراء و10,150 ليرة للبيع، هذا التباين يضيف عبئًا إضافيًا على المواطنين الذين يعانون أساسًا من ضعف القدرة الشرائية، ويُظهر أن الفارق بين المناطق لا يعكس فقط الاحتياجات المختلفة، ولكنه يرتبط أيضًا بتأثيرات العرض والطلب وفقدان السيطرة على استقرار السوق النقدية.

تأثير التدهور على معيشة المواطنين

إذا تحدثنا عن القدرة الشرائية للمواطنين، نجد أن الفرق بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء ينعكس بوضوح على مدى قدرة الأفراد على تأمين احتياجاتهم الأساسية، فعلى سبيل المثال، 100 دولار أمريكي قد تحقق قيمة 1.110 مليون ليرة في السعر الرسمي، ولكنها تبلغ حوالي 980 ألف ليرة في السوق السوداء، هذا الفارق يؤكد مدى الضغط المالي على المواطنين إضافة إلى التأثير السلبي على الاقتصاد بشكل عام، حيث يؤدي إلى تزايد الاعتماد على الأسواق الموازية كخيار للالتفاف على الأسعار الرسمية غير المنافسة.

العملات الأجنبية والليرة التركية في السوق الموازية

شهدت الليرة السورية انخفاضًا غير مسبوق أمام العملات الأجنبية الأخرى أيضًا، فالعملات الأوروبية مثل اليورو تُتداول في السوق السوداء بسعر أقل بكثير من الرسمي، حيث يبلغ سعر الشراء نحو 11,351 ليرة والمبيع 11,472 ليرة، أما بالنسبة لليرة التركية، فقد وصلت إلى سعر 246 ليرة للشراء و251 ليرة للبيع، إذ إن انخفاض قيمة العملات الأجنبية في السوق السوداء لا يعكس استقرارًا اقتصاديًا، بل يزيد من تعميق المشكلات الهيكلية في الاقتصاد السوري، كما أن هذا الوضع جعل الخيارات أمام المواطنين محدودة بشكل كبير في التعامل المالي اليومي.

خطوات لحل أزمة الصرف

في ظل الأزمات المتتالية التي تواجهها الليرة السورية، يمكن اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين الوضع، ولعل من بين أهم هذه الحلول:

• تحديث السياسات المالية واعتماد نظام صرف أكثر مرونة ومواكبة للسوق العالمية
• تقليل الاعتماد على الواردات من خلال دعم الإنتاج المحلي وزيادة كفاءته
• تعزيز ثقة المواطنين والمستثمرين بسوق النقد المحلية عبر تقديم محفزات اقتصادية وإعفاءات جدية