«تحذير ملح» تركيا تؤكد دعمها لوحدة سوريا وتكشف خطر التصعيد في غزة

أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء بموسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، التزام تركيا القوي بتعزيز التعاون مع روسيا لضمان وحدة وسلامة الأراضي السورية. وشدد الوزير التركي على ضرورة دعم الجهود الرامية إلى توحيد الفصائل المسلحة السورية، وجعلها تحت قيادة الجيش الوطني المركزي لتحقيق الاستقرار المنشود.

التعاون التركي الروسي للحفاظ على وحدة سوريا

وأشار فيدان إلى أن التنسيق التركي الروسي يمثل عنصرًا حاسمًا في تحقيق السلام الداخلي في سوريا، موضحًا أن أنقرة تتابع بشكل دقيق تنفيذ الاتفاق المبرم بين حكومة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية في مارس الماضي. ودعا جميع القوى الإقليمية إلى استخدام نفوذها لدفع عملية تنفيذ هذا الاتفاق لما يحمله من أهمية بالغة لإعادة ترتيب المشهد السياسي السوري. وأكد الوزير أن التعاون مرتبط بتجنب أي سيناريو قد يؤدي إلى مزيد من الفرقة والانقسام داخل سوريا.

  • استمرار دعم جهود السلام بين الحكومة السورية والفصائل المختلفة
  • تعزيز التنسيق الأمني والسياسي مع روسيا لتحقيق أهداف مشتركة
  • التأكيد على أهمية وحدة الأراضي السورية وضمان سيادتها

التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة والموقف التركي

وفيما يخص القضية الفلسطينية، أبدى فيدان قلق تركيا الكبير من التصعيد الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة، مُشددًا على أن ما يحدث يمثل تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي والدولي. وحذر من أن التصرفات العدائية قد تؤدي إلى توترات خطيرة تمتد تبعاتها لأبعد من حدود فلسطين وإسرائيل. أضاف الوزير أن تركيا تقف بشكل قاطع إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتركز على ضرورة حماية حقوقه الأساسية في ظل التصعيد العسكري.

الأزمة موقف تركيا
التصعيد في غزة إدانة شديدة وتحذير من التداعيات الإقليمية
الشأن السوري تعزيز وحدة البلاد عبر التعاون مع روسيا
الأزمة الأوكرانية مساندة جهود الحل السلمي بين الطرفين

رؤية تركيا لحل النزاعات الإقليمية والدولية

لا يقتصر دور تركيا على الشأن السوري أو الفلسطيني فقط، بل يمتد ليشمل قضايا أكبر مثل الأزمة الأوكرانية. أشار فيدان إلى أن المفاوضات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا تحتاج إلى دفعة دبلوماسية لتحقيق حل شامل. وأبدى استعداد أنقرة للمساهمة بحكم علاقتها الجيدة مع الطرفين، لافتًا النظر إلى أهمية أن يعتمد الطرفان على لغة الحوار بدلاً من التصعيد العسكري المستمر.

تركيا تؤمن أن الدبلوماسية هي المفتاح لحل معظم الأزمات العالمية، وتتبنى في ذلك سياسة الوسيط النزيه الذي يسعى لإنهاء النزاعات بما يخدم مصلحة جميع الأطراف، ووفقًا لذلك تستمر أنقرة في لعب دورها كجسر للتواصل بين الشعوب والحكومات. هذه الرؤية لا تقتصر على القضايا الحالية فقط، بل تشمل مخاوف المستقبل أيضًا، حيث تهدف تركيا لتعزيز السلام المستدام في جميع أنحاء المنطقة.

ختامًا، يظهر المسعى التركي مزيجًا من الشراكات الاستراتيجية والجهود الدبلوماسية الحثيثة التي تعكس التزامها بالمساهمة في حل الأزمات الإقليمية والدولية بشمولية، وهي سياسة تهدف إلى ترسيخ دور أنقرة كلاعب فعال ومؤثر في خريطة السياسة العالمية.