«أحكام مُبسطة» شروط الأضحية في عيد الأضحى تعرف على مبطلاتها ووقتها

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يهتم المسلمون في جميع أنحاء العالم بالتفقه في شروط الأضحية وأحكامها، إذ يرتبط هذا النسك بمعانٍ عظيمة مثل الإخلاص لله والتقرب إليه رجاءً لرحمته ورضوانه، لذا فإن معرفة شروط الأضحية، وتوقيت ذبحها، وأحكام توزيعها أمر بالغ الأهمية لكل من أراد أداء هذه الشعيرة بطريقة شرعية وسليمة.

المواصفات الشرعية للأضحية

تُعد الأضاحي رمزًا هامًا للعبادة والتضحية الخالصة، ولذلك حدد الشرع مواصفات معينة يجب توفرها في الأضحية، فهي يجب أن تكون من الأنعام مثل الإبل، البقر، أو الغنم (سواء الضأن أو المعز)، استنادًا لقوله تعالى:

“ولكل أمة جعلنا منسكًا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام” (الحج: 34)،

وينبغي أيضًا أن تكون الأضحية قد بلغت العمر المطلوب. فالضأن يُشترط أن يكون جذعًا أي أتم الستة أشهر على الأقل، أما الماعز والبقر والإبل فيجب أن تكون ثنية، أي تجاوزت عامين بالنسبة للبقر، وخمسة أعوام للإبل، وذلك امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

“لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن”.

ولا بد أن تكون الأضحية خالية من العيوب التي تمنع صحتها، مثل العرج أو الجروح الكبيرة أو العمى، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون مملوكة ملكًا تامًا لمن يؤدي النسك، فلا يجوز أن تكون مسروقة أو مغصوبة، كما يمنع أن تكون مرهونة بحقوق الآخرين.

وقت ذبح الأضحية المشروع

يبدأ وقت ذبح الأضحية في يوم النحر بعد الانتهاء من أداء صلاة عيد الأضحى مباشرة، ويمتد حتى غروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وهو آخر أيام التشريق، ويُحرم ذبح الأضاحي قبل هذا الوقت أو بعده، اعتمادًا على حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

“من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله، وليس من النسك في شيء”،

لذلك يجب التأكد من الالتزام بهذا التوقيت بدقة لضمان صحة الأضحية وتحقيق مقاصدها الشرعية.

كيفية توزيع الأضحية بما يتوافق مع السنة

تُعتبر طريقة تقسيم الأضحية وتوزيعها من الجوانب المهمة التي نص عليها الشرع، فوفقًا للسنة النبوية الشريفة يُستحب تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء. وهي كالآتي:

• جزء يُهدَى للأقارب والأصدقاء ومن كان بينهم ود.
• جزء يُوزع على الفقراء والمحتاجين، بهدف إدخال السرور على قلوبهم.
• جزء يُحتفظ به لأهل البيت، للاستهلاك الشخصي.

ينصح بأن يتم توزيع اللحوم من قبل صاحب الأضحية بنفسه لضمان العدالة والشعور بأهمية المشاركة، كما يُفضل تقطيع اللحم إلى حصص صغيرة لسهولة التوزيع وتحقيق أكبر استفادة ممكنة للمستفيدين.

شروط وأداب الذبح الصحيح للأضحية

التزام المسلم بالآداب الشرعية أثناء ذبح الأضحية يعد جزءًا أساسيًا من تمام نسكه، وفيما يلي الشروط والآداب التي يجب مراعاتها:

• القيام بذكر اسم الله والتكبير أثناء الذبح بقوله “بسم الله، الله أكبر”.
• استقبال القبلة ووضع الذبيحة على جانبها الأيسر.
• عدم استخدام العنف أو التخويف للحيوان قبل الذبح.
• التأكد من إسالة الدم تمامًا قبل الشروع في سلخ الجلد.
• ذبح الحيوان بآلة حادة تُسهل عملية قطع الحلقوم والمريء والودجين دفعة واحدة.
• الحرص على عدم ظهور الأداة الحادة للحيوان قبل ذبحه لتجنب تعذيبه نفسيًا.
• تجنب إعطاء الجزار أجره من لحم الأضحية، كون ذلك مخالفًا للسنة.

العيوب والموانع التي تُبطل الأضحية

هناك بعض الموانع التي إن توفرت في الأضحية جعلتها غير صالحة للذبح شرعًا، ومن هذه الموانع:

عندما يتأكد المسلم من أن أضحيته خالية من هذه العيوب ومطابقة للشروط الشرعية، فإنه يحقق العبادة على وجهها الأكمل، ويشعر بعظيم القرب من الله في عيد الأضحى، مستشعرًا معاني الإخاء والتضامن مع من حوله سواء بعطائه للأقرباء أو بمشاركته البركة مع المحتاجين.