«انهيار صادم» الحواضن الحوثية هل قضية الشرفين بداية النهاية

الشرفين: بين واقع يعاني من الاستبداد وتطلعات الثورة على الحوثيين

الشرفين منطقة خصبة وواسعة تقع في محافظة حجة شمال اليمن، تضم مديريات متعددة مثل الشاهل والمحابشة والمفتاح وكحلان الشرف وغيرها، وتشتهر بشكل خاص بزراعة القات الشامي الذي يعتبر مصدر الدخل الأساسي لسكانها، هذه المنطقة الغنية بمواردها الطبيعية عانت طويلاً من استغلال جماعة الحوثي ليس فقط في الموارد ولكن في استنزاف أرواح شبابها منذ بداية انقلاب الجماعة عام 2014، واليوم نشهد سخطًا جديدًا في المنطقة يتبلور على شكل دعوات للتغيير والثورة.

أهمية منطقة الشرفين في نفوذ الحوثيين

للشرفين أهمية استراتيجية لدى الحوثيين نظرًا لموقعها الجغرافي فهي بمثابة عقدة تضمن للجماعة التحكم بساحل تهامة الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر، هذا الساحل يمثل شريان حياة للحوثيين لما يوفره من منفذ للإمدادات وعمليات التهريب، إضافة إلى قوتها الفكرية المرتبطة بالمذهب الزيدي حيث كانت تحتوي على مدارس علمية ومجالس دينية تدعي ارتباطها بأحقية الإمامة، هذه المكانة جعلت الشرفين قاعدة رئيسية لرفد الجماعة بالمقاتلين الذين تأثروا بالخطاب الديني والوعود السياسية التي كانت توزع في بدايات انقلاب الحوثي، وللأسف دفع سكان هذه المنطقة ثمناً باهظاً، فقد فقدت العديد من القرى غالبية شبابها في الحروب المختلفة، واليوم تتزايد الأصوات المناهضة للجماعة في هذه القرى.

الجبايات والضرائب: عبء الحوثيين على المزارعين

يعتمد الكثير من سكان الشرفين على الزراعة كمصدر دخل رئيسي وخاصة زراعة القات الذي يعد من أفضل الأنواع في الأسواق اليمنية، إلا أن سياسات الحوثيين الجائرة حرمت المزارعين من الاستفادة من جهودهم، فقد فرضت الجماعة منذ سنوات جبايات شبه يومية على زراعة القات، إضافة إلى ضرائب كبيرة على المياه المستخدمة لري المحاصيل، هذا في ظل معاناة السكان من قلة الموارد المائية وشحها، مما رفع تكاليف الزراعة بشكل غير مسبوق.

مع تفاقم الوضع الاقتصادي ورفض الحوثيين الاستجابة لمطالب السكان بتخفيف الجبايات، وجد المزارعون أنفسهم عاجزين عن تأمين لقمة العيش لعائلاتهم، لقد أدى هذا الوضع إلى تعالي الأصوات المطالبة بالتغيير وسط حالة من الغضب تصف جماعة الحوثي بأنها لا تبحث سوى عن السلب والنهب، وأن شعاراتهم الزائفة "ضد الفساد" لم تكن سوى أداة لتضليل الشعب.

ثورة الشرفين: بوادر التغيير

ما يحدث في الشرفين اليوم هو انعكاس طبيعي لسنوات من القهر والاستغلال الممنهج، حالة الغضب التي تجتاح سكان الشرفين تتخذ أشكالًا عدة، أبرزها المظاهرات والاحتجاجات العفوية التي تدعو بشكل صريح للتخلص من سطوة الحوثيين، لقد عبر بعض أبناء المنطقة عن غضبهم بطرق جريئة مثل سب عبدالملك الحوثي علنًا والدعوة لثورة شاملة ضد الجماعة، هذا السخط أتى بعد أن اتضح للجميع أن قيادات الجماعة المحلية نفسها لا تملك أي سلطة حقيقية سوى تنفيذ أوامر القيادات العليا في صنعاء التي تستنزف ثروات المناطق وتترك المواطنين يعانون.

  • فرض ضرائب مرتفعة على زراعة القات والمياه
  • إهمال مطالب السكان بتخفيف الأعباء الاقتصادية
  • استنزاف أرواح الشباب في حروب بلا نهاية
  • استمرار الفساد والإقطاع في كل مستويات الجماعة

مقارنة بين مناطق الدعم والمقاومة داخل اليمن

المناطق الداعمة للحوثيين (مثل الشرفين سابقًا) المناطق المقاومة للحوثيين (مثل مأرب)
تعاني من استنزاف الموارد والشباب تحافظ على استقلالها النسبي وتدير مواردها بشكل أفضل
تفرض عليها ضرائب وجبايات قاسية تسعى لتطوير اقتصادها بعيدًا عن سيطرة الحوثيين
ازل الغضب يظهر تدريجيًا ويبشر بالثورة مواقفها واضحة منذ البداية تجاه رفض الجماعة

إن الأحداث المتسارعة في الشرفين تكشف عن أزمة عميقة يتزايد فيها التوتر الاجتماعي والاقتصادي، وبينما كانت هذه المنطقة يوماً ما تُعتبر داعمة قوية للحوثيين إلا أن الممارسات القمعية التي واجهها أبناءها قلبت الموازين، وأصبح سكانها ينادون اليوم بالتحرر واستعادة حياتهم.