«قفزة مدوية» الدولار يسجل أكبر ارتفاع يومي في شهر الآن

الدولار يسجل أكبر ارتفاع يومي في شهر، وهذا التطور لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة لأحداث وتوترات جيوسياسية ألقت بظلالها على الساحة العالمية، حيث شهدت الأسواق تحولات ملحوظة مدفوعة بأخبار ضربات جوية إسرائيلية واسعة ضد إيران، مما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو الدولار الأمريكي باعتباره الملاذ الآمن وسط هذا الضباب الاقتصادي، فكيف أثرت هذه المستجدات على الاقتصاد العالمي؟

لماذا الدولار يسجل أكبر ارتفاع يومي في شهر؟

الدولار يسجل أكبر ارتفاع يومي في شهر مدفوعاً بعدد من العوامل التي تضافرت لتشكل بيئة خصبة لصعوده، فقد أعلنت إسرائيل عن استهداف مواقع حيوية في إيران، ردت الأخيرة عبر تصعيد بطائرات مسيرة نحو أهداف إسرائيلية، وقد دفع هذا التوتر الحاد مستثمري الأسواق نحو أصول أكثر استقرارًا مثل الدولار، بجانب الذهب وسندات الخزانة الأمريكية، وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.85% مقارنةً بسلة العملات الرئيسية، وهو ما يمثل أكبر مكسب يومي منذ منتصف مايو 2025، كما صرّح مراقبون بأن هذه العودة لدور الدولار كملاذ آمن جاءت نتيجة للقلق المتزايد من تأثير التوترات بالمنطقة على الاقتصاد العالمي.

تأثير صعود الدولار على الأسواق العالمية

ارتفع الدولار أمام العديد من العملات الرئيسية، حيث انخفض اليورو بشكل ملحوظ، بعد أن كان في حالة ارتفاع خلال الأيام الأربعة السابقة، مسجلًا هبوطًا بنسبة 0.7% إلى 1.1494 دولار، كما شهد الين الياباني تراجعًا ووصل إلى 144.43، بينما انخفضت العملات الرقمية أيضاً مع تأثر بيتكوين وإيثريوم بشكل كبير بالتغيرات المفاجئة، ولم تكن العملات المعدنية فقط هي المتأثرة، بل شملت التحركات أيضاً سندات الخزانة الأمريكية، التي شهدت انخفاضًا في العائد على السندات طويلة الأجل

• الذهب: قفز إلى مستويات جديدة مع اتجاه المستثمرين إليه كبديل آمن.
• اليورو: انخفض مقابل الدولار بعد موجة طويلة من الصعود.
• العملات الرقمية: شهدت انخفاضات ملحوظة لكونها أكثر عرضة للمخاطر.
• سندات الخزانة الأمريكية: ارتفعت قيمتها مع انخفاض معدلات العوائد.

كيف تأثر الجنيه المصري بارتفاع الدولار؟

لم يكن تأثير الصعود السريع للدولار محصورًا في السوق العالمية فقط، بل امتد إلى الأسواق المحلية المصرية حيث شهد الجنيه المصري تراجعًا ملموسًا أمام الدولار، بعد فترة استقرار دامت أسبوعين، فقد قفزت أسعار الدولار في البنوك المصرية بنحو 30 قرشًا في يوم واحد، ليُسجل في أبرز البنوك 49.79 جنيه للشراء و49.89 جنيه للبيع، ووفقًا للخبراء، ساهمت التوترات الإقليمية في توجيه المستثمرين في السوق المحلية إلى الاعتماد بشكل أكبر على الدولار كعملة احتياطية، في حين أدى ذلك إلى زيادة الضغط على العملة المحلية، وبينما توقع بعض الخبراء استمرار هذه التأثيرات في الفترة القادمة، فإن هذا يعتمد بشكل أساسي على تطورات الأحداث الإقليمية والعالمية.

في النهاية، تعد المشاهد الحالية انعكاسًا لتغير ديناميكيات السوق في ظل الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية، ويبدو أن الدولار سيبقى محورًا رئيسيًا للمستثمرين في ظل التقلبات المتواصلة، ومع اقتراب المحادثات الإقليمية المرتقبة، فإن احتمالات التغيرات القادمة تجعل مراقبة المشهد أمراً ضرورياً لفهم المسار المحتمل للعملات العالمية والإقليمية.