«قرار يثير الجدل» سوريا تفرض ضوابط صارمة على اللباس في الشواطئ والمسابح العامة

أصدرت وزارة السياحة السورية اليوم الثلاثاء (10 يونيو/ حزيران 2025) تعليمات جديدة لتنظيم اللباس في الشواطئ والمسابح العامة بالتزامن مع توجهات الحكومة الانتقالية لتعزيز القيم الاجتماعية في البلاد في ظل التغيرات الثقافية والسياسية الأخيرة، وتشدد هذه التعليمات على ارتداء ملابس سباحة “أكثر احتشاماً” لضمان التوافق مع القيم المحافظة والتنوع الثقافي الموجود.

أبرز تعليمات وزارة السياحة السورية

تضمنت التعليمات الجديدة من وزارة السياحة السورية إلزام النساء بارتداء ملابس سباحة تغطي الجسم بشكل أكبر، مثل “البوركيني”، بالإضافة إلى ارتداء أزياء فضفاضة عند التنقل خارج مناطق السباحة، وتم تطبيق متطلبات مماثلة للرجال حيث يلزمون بارتداء قمصان تغطي الجزء العلوي عند الخروج من الماء أو التواجد في الأماكن العامة مثل البهو أو المطاعم، كما يُمنع تماماً ارتداء الملابس الضيقة والشفافة في الأماكن المفتوحة لضمان مظهر يعكس احترام الهوية الثقافية والاجتماعية للمجتمع السوري.

  • ارتداء ملابس تغطي الكتفين والركبتين خارج الشواطئ.
  • تجنب الملابس الشفافة في الأماكن العامة.
  • ارتداء قمصان للرجال عند مغادرة الماء في الأماكن العامة.
  • عرض الإرشادات بوضوح في المنشآت السياحية.

التسهيلات المقدمة للمنتجعات الكبيرة

تم استثناء الفنادق المصنفة دولياً (أربع نجوم أو أعلى) من هذه التعليمات الصارمة، حيث يُسمح للزوار بارتداء ملابس السباحة الغربية العادية، ولكن يشترط الالتزام بالسلوكيات العامة وضمان عدم الإساءة، مع بقاء المنشآت المصنفة أقل من ذلك ملزمة بتطبيق التعليمات كاملة، إلى جانب ضرورة الحرص على وضع لوحات إرشادية واضحة لضمان وعي الزوار بما يتوجب اتباعه، ولكن لُوحظ أن هذه التسهيلات أثارت جدلاً بين من يراها تشجيعاً للسياحة وجذب الزوار وبين من يعتقد أنها تقدم معاملة تفضيلية تخالف الهدف الأساسي من القرار.

نوع المنشأة الضوابط المطبقة
المنتجعات الفاخرة ملابس سباحة غربية مع مراعاة الآداب العامة
الشواطئ العامة ملابس أكثر احتشاماً وفضفاضة
الفنادق المتوسطة أو الأقل إلزام تام بتعليمات اللباس المحافظ

انقسام الآراء في الشارع السوري

أثار هذا القرار جدلاً واسعاً بين السكان، وقد انقسمت الآراء بشأنه، فمن جهة يبرره البعض على أنه خطوة نحو تعزيز القيم التقليدية وخلق مساحات تحترم ثقافة المجتمع، خاصة في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية التي تمر بها البلاد، فيما يراه آخرون تضيقاً على الحريات الفردية، واعتبر بعض سكان المناطق الساحلية الواقعة شمال البلاد، حيث الثقافة المحافظة أكثر وضوحاً، أن القرار صائبٌ لخلق نموذج سياحي يتماشى مع التغييرات الراهنة، بينما أعرب آخرون عن مخاوف تتعلق بآليات تطبيق هذا القرار ومدى إمكانية التحكم في سلوك الزوار دون التأثير على جذب السياح الأجانب.

جدير بالذكر أن الساحل السوري يعتبر من أهم الوجهات السياحية ويشهد إقبالاً كبيراً من الزوار خلال فصل الصيف، حيث يبلغ طوله حوالي 180 كيلومتراً ويمتد على البحر الأبيض المتوسط، ويتميز بمزيج فريد من التنوع الطبيعي والاجتماعي، ومع هذه التعديلات الجديدة سيتغير شكل السياحة إلى حد ما لاستيعاب الضوابط وإحداث توازن بين التراث الحضاري وحرية السياحة.