«مفاجأة رائعة» رواية لكاتب يمني تدخل قائمة أفضل خمسين عربية

إنجاز يسلط الضوء على دور هوية اليمن الأدبية: رواية "وحي" لحبيب سروري

في إنجاز أدبي مستحق، جاءت رواية "وحي" للروائي والأكاديمي اليمني حبيب سروري ضمن قائمة أفضل خمسين رواية عربية في القرن الحادي والعشرين وفقًا لتصنيف صحيفة The National الإماراتية، الصادرة باللغة الإنجليزية. هذا الاعتراف يعكس أهمية العمل السردي الذي قدّمته الرواية، سواء من حيث الجودة الأدبية أو من خلال معالجتها الفكرية العميقة لقضايا الذات والهوية اليمنية والعربية بأبعادها المتعددة.

حبيب سروري ومزج العلم بالأدب

يمتلك حبيب سروري مسيرة مثيرة تجمع بين العلم والأدب بطريقة متناغمة، فهو أستاذ علوم الحاسوب في جامعة النورماندي بفرنسا منذ عام 1992، وحاصل على درجات عليا من جامعتي باريس (السوربون) والنورماندي، هذا العمق العلمي يتواشج مع موهبته الأدبية في صياغة روايات تجمع بين التحليل الفلسفي والرؤية المستقبلية. بدأ سروري رحلته الأدبية باللغة الفرنسية، لكنه لاحقًا انتقل للكتابة بالعربية، حيث حقق حضورًا بارزًا من خلال عشر روايات لاقت أصداء واسعة بين النقاد والقراء على حد سواء، بل تحوّلت بعضها إلى أعمال مترجمة بلغات متعددة، مما ساعد في توسيع آفاق تجربته الأدبية.

رواية “وحي” بين الفلسفة والواقع الثقافي

"وحي"، التي نالت جائزة كتارا للرواية العربية لعام 2019، ليست مجرد عمل أدبي فحسب، بل تُعتبر تجربة فلسفية فريدة من نوعها، من خلال القصة المحورية التي تتحدث عن الشخصية الرئيسية غسان العثماني، الذي تبدأ رحلته في الذاكرة لحظة استلامه رسالة غامضة أثناء وجوده في سورينتو الإيطالية، يتنقل النص بين مراحل الوعي الذاتي والتحولات الثقافية والفكرية التي شهدتها اليمن والمنطقة العربية عمومًا، مما يجعل القارئ منغمسًا بالكامل في أسئلة وجودية حول الإيمان، الهوية والتغيرات الفكرية.

تشكل القضايا التي تطرق لها العمل النسيج الروائي، مع تقديم صورة إنسانية ومجتمعية تعكس ما يعانيه الأفراد خارج إطار الحروب والسياسة فقط، وهو ما جعلها تدخل القائمة كواحدة من الأعمال الأدبية الأعمق التي تروي قصصًا إنسانية متجذرة في واقع اليمن.

أسباب بروز “وحي” ضمن الروايات العربية المعاصرة

تُبرز رواية "وحي" حضور الأدب اليمني وسط المشهد العربي بفضل مزيجها المدهش بين القضايا الوجودية والتحليل الفكري، كما أن أسلوب حبيب سروري في الجمع بين البعد الأدبي والفلسفي منحها شهرة واسعة. تعمل الرواية أيضًا بشكل كبير على تفكيك التوترات الموجودة بين الدين والحداثة، وبين الذات والمجتمع، وهو ما يثير اهتمام القراء والناقدين، يعود نجاح الرواية أيضًا للنهج السردي الواقعي الذي يراعي تعقيد حياة اليمنيين بعيدًا عن التصورات السطحية التي ترسمها بعض النصوص الأخرى.

  • تناول قضايا فكرية معاصرة مثل الهوية والتحولات الثقافية
  • الأسلوب المتقن والجذاب الذي يخاطب القارئ العربي الحديث
  • دمج المناحي الشخصية والفلسفية داخل إطار اجتماعي متين

مقارنة بين "وحي" وأعمال حبيب سروري الأخرى

العمل القضية المحورية الأسلوب
وحي تحولات الفكر والهوية وأزمة الذات فلسفي- اجتماعي
تقرير الهدهد الاكتشافات العلمية وعلاقتها بالحقيقة مستقبلي- فلسفي
دملان العلاقة بين الحداثة والتقاليد رمزي- اجتماعي

يقدم حبيب سروري من خلال أعماله المختلفة، لا سيما "وحي"، نموذجًا فريدًا من الكتابة المتمردة على القوالب التقليدية، مما ساعده على طرح قضايا معقدة برؤية تجمع بين التحليل الفكري والغوص العميق في الذات البشرية.

قوة الأدب اليمني برغم التحديات

رغم التحديات الكبيرة التي تعترض طريق الأدب اليمني حاليًا بسبب الظروف السياسية والاجتماعية المعقدة، استطاع أدباء مثل حبيب سروري إبراز قدرة النصوص اليمنية على أن تكون في قلب المشهد الثقافي العربي. اختيار "وحي" ضمن قائمة الروايات المميزة انعكاس لجودة إبداع الأدباء اليمنيين، ودليل على أن الوعي الثقافي يمكنه تجاوز أي واقع صعب من خلال نصوص مستفزة للتفكير، غنية بالمشاعر.

بذلك، يمكن القول إن هذه الإنجازات السردية ليست مجرد نجاح فردي، بل تمثل إشعاعًا للثقافة اليمنية بأبعادها الإنسانية العميقة وتحمل للمشهد الأدبي العربي والعالمي روحًا صادقة تُلخص ما يعيشه الإنسان اليمني من تقاطعات بين الحلم والمواجهة.