«صدمة مفاجئة» الهجمات الاسرائيلية على إيران ترفع أسعار الذهب محليا

لا تزال الأحداث السياسية والصراعات الاقتصادية تلقي بظلالها على أسعار الذهب، فأسعار الذهب المتذبذبة تعكس تأثيرات مباشرة للأحداث الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، مثلما حصل بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير داخل إيران والارتفاع الفوري الذي شهده سعر الذهب لاحقًا، وهذه التقلبات تؤكد أهميته كملاذ آمن بالنسبة للمستثمرين وقت الأزمات والاضطرابات وعدم استقرار الأسواق.

ارتفاع أسعار الذهب بعد الأحداث الجيوسياسية الأخيرة

شهدت أسعار الذهب قفزة ملحوظة بعد الإعلان عن هجوم إسرائيلي على مواقع حساسة داخل إيران، حيث ارتفعت بنسبة ١٫٧٪ لتصل إلى ٣٫٤٤٤ دولارًا للأوقية، بعد أن كانت تفتتح تداولاتها عند ٣٫٣٨٣ دولارًا للأوقية، وحققت أعلى مستوى منذ بداية مايو الماضي، ليظل التذبذب مستمرًا في انتظار تطورات جديدة في المشهد السياسي، ويرجع التأثير المباشر للذهب إلى كونه عرضة للتأثر السريع بالأحداث التي تؤجج مشاعر المستثمرين حول المخاطر المحيطة.

التحركات الأخيرة للذهب جاءت كرد فعل للأخبار العالمية المفاجئة والتي دفعت الأسواق لإعادة تحليل بيانات التضخم وقرارات الفيدرالي المتوقعة، فالذهب ليس فقط ملاذًا آمنًا ولكنه أيضًا حساس للإشارات المرتبطة بالسياسات النقدية وسعر الدولار.

اتصال الأسواق المحلية بالأسواق العالمية

وفقًا للمهندس هاني ميلاد، رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، فإن السوق المصري يتأثر بشكل مباشر بتقلبات الأسواق العالمية، نظرًا لاعتماده الأساسي على تسعير الذهب بالدولار، وهذا الأمر يجعل السوق المحلي حساسًا بشكل خاص للتوترات الجيوسياسية والمؤشرات الاقتصادية الدولية.

أدى التذبذب الأخير في سعر المعدن النفيس لارتفاع الأسعار المحلية بالتبعية، حيث وصل سعر جرام الذهب عيار ٢١ إلى ٤٨٥٠ جنيهًا مصريًا، بينما سجل عيار ١٨ نحو ٤١٥٧,١٤ جنيهًا مصريًا، أما عيار ٢٤ فقد سجل رقمًا قياسيًا بلغ ٥٥٤٢,٨٦ جنيهًا مصريًا لكل جرام، بينما تراوح سعر الجنيه الذهب حول ٣٨٫٨٠٠ جنيه مصري، وهذه الأرقام تعكس الاضطراب الدولي الممتد لداخل السوق المصري.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب عالميًا ومحليًا

تعتمد التحركات السعرية للذهب على مجموعة متنوعة من العوامل، يمكن تلخيص الأبرز منها فيما يلي:

• التوترات السياسية والصراعات الجيوسياسية كما حدث في إيران مؤخرًا
• تغيرات سعر الدولار وقوته أمام العملات الأجنبية
• قرارات الفيدرالي الأمريكي المرتبطة بأسعار الفائدة
• تقلبات التضخم العالمي وبيانات الأسواق المالية
• حجم العرض والطلب المحلي والدولي على الذهب

تظل الأزمات السياسية والاقتصادية المحرك الأساسي للأسواق العالمية بما في ذلك سوق الذهب، لكن هناك توجهات تشير إلى أن حالة الاستقرار في بعض المناطق يمكنها أن تخفف من حدة الأسعار المتقلبة.

بينما يعتقد البعض أن ارتفاع الذهب مؤقت نتيجة للأزمة الراهنة، يشير محللون آخرون إلى أن حالته كملاذ آمن قد تدفع مستثمرين أكثر لشراء المعدن الأصفر خاصة مع احتمالية استمرارية الأزمات الدولية، لكن يبقى القرار الأخير مدفوعًا بعوامل أخرى مثل السياسات النقدية وقرارات الاحتياطي الفيدرالي خلال الأيام المقبلة.