«صدمة جديدة» مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى أين تسير

شهدت مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تطورات متسارعة خلال الساعات الأخيرة، حيث أعلنت حركة حماس موافقتها الرسمية على المقترح الأمريكي الجديد الرامي إلى تهدئة النزاع المستمر منذ أشهر، وأكد باسم نعيم، أحد القياديين البارزين في حركة حماس، عبر منشور على منصة إكس، أن الحركة وافقت على العرض المقدم من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، مضيفًا أن حماس تنتظر الرد الرسمي من الجانب الإسرائيلي، هذه الخطوة تمثل تحولًا كبيرًا في موقف الحركة، وسط ضغوط متزايدة من الأطراف الدولية لدفع عملية السلام قدمًا.

خلاف حول تفاصيل المقترح الأمريكي

وبحسب ما نشره موقع «أكسيوس» الأمريكي، فإن المقترح الذي وافقت عليه حماس يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار تتراوح مدته بين 45 و60 يومًا، يتم خلاله الإفراج عن 10 رهائن أحياء و19 من الذين قتلوا خلال فترة احتجازهم، وفي المقابل، سيتم الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ويُفترض أن تتبع هذه الخطوة مفاوضات شاملة بهدف إنهاء الحرب بشكل كامل، إلا أن المعضلة الرئيسية تكمن في رفض حماس القاطع لعودة إسرائيل للقتال بعد انتهاء مدة الهدنة، بينما ترى الحكومة الإسرائيلية أن هذا البند قد يعرقل تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية في غزة.

  • حماس تُصر على هدنة طويلة تفتح المجال للمفاوضات
  • إسرائيل ترفض أي التزام يحُد من عملياتها في القطاع مستقبلًا
  • ضغوط دولية متزايدة لإتمام الاتفاق وسط تدهور الأوضاع

أما بالنسبة للضمانات التي تسعى واشنطن لوضعها، فتهدف إلى تأمين تنفيذ كافة بنود الاتفاق دون انحياز لأي طرف، وذلك وسط قلق دولي من احتمالية انهيار الهدنة مع أي تصعيد جديد.

نفي أمريكي وتأكيد فلسطيني للموقف

في ظل هذا التباين، نفت واشنطن في البداية أن تكون حماس قد وافقت على المقترح، وفقًا لما صرح به المبعوث الأمريكي للمنطقة، ستيف ويتكوف، لكن الموقف تغير بعد إعلان القيادي باسم نعيم، الذي أكد بشكل صريح قبول الحركة بالمبادرة، ويبدو أن الإدارة الأمريكية تسعى في هذه المرحلة إلى تعزيز ضمانات تؤمن تنفيذ بنود الاتفاق وضمان استمراره، في ظل هشاشة الوضع الأمني والسياسي داخل قطاع غزة، ويشير هذا التباين في الروايات إلى تعقيدات المفاوضات وإلى حجم التحديات التي تواجه الجهود الدولية لإنهاء الحرب.

| النقاط الخلافية | موقف حماس | موقف إسرائيل |
|——————|————|————–|
| مدة الهدنة | يجب أن تكون طويلة | لا مانع من المدة بشرط المرونة |
| الإفراج عن الأسرى | شرط أساسي لتنفيذ الهدنة | قبول مبدئي لعدد محدود |
| ضمانات التنفيذ | ضرورة عدم تراجع إسرائيل | يرى أن الضمانات غير ضرورية |

استمرار القصف والمعاناة الإنسانية في غزة

رغم هذه الأجواء السياسية المتفائلة، تواصل إسرائيل شن هجمات مكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، في عمليات عسكرية وصفتها تقارير حقوقية بأنها “حرب إبادة جماعية”، وتشهد البنية التحتية المدنية في القطاع دمارًا هائلًا، بينما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف إنسانية شديدة القسوة، وعلى الرغم من ضغوط أمريكية متصاعدة، لا تزال المساعدات التي تدخل القطاع شحيحة، ولا تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية للسكان، خاصة في ظل انعدام الكهرباء ونقص حاد في المواد الطبية والغذائية، كما أن المنظمات الدولية تجد صعوبة في إيصال الإمدادات بسبب استمرار القصف والتصعيد الميداني.

أبرز التحديات الإنسانية

  • ندرة في المواد الغذائية والطبية الأساسية
  • انقطاع كامل لشبكات الكهرباء والمياه
  • تزايد أعداد المشردين بالآلاف داخل القطاع

مستقبل الاتفاق بين التفاؤل والقلق

مع دخول المبادرة الأمريكية حيز النقاش العلني، تنتظر المنطقة رد الحكومة الإسرائيلية الرسمي على موافقة حماس، ويرى محللون أن نجاح المبادرة يعتمد بشكل كبير على مدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات، خاصة فيما يتعلق بمصير الرهائن وضمانات عدم عودة التصعيد، وفي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لإنهاء الحرب قبل اتساع رقعتها إقليميًا، تبقى الشكوك قائمة حول نوايا إسرائيل وما إذا كانت ستغتنم الفرصة لتحقيق تهدئة طويلة الأمد أو تواصل عملياتها العسكرية لتحقيق أهدافها في غزة.

بينما تمثل هذه المفاوضات الأمل الوحيد حاليًا لإيقاف الحرب المدمرة، يبقى تعاون الأطراف كافة هو العامل الحاسم في تحقيق سلام دائم، ومع استمرار التحديات الميدانية والسياسية، يبقى سكان غزة يعانون بين آمال التهدئة وكوابيس التصعيد.