«قفزة تاريخية» النفط يسجل أعلى ارتفاع يومي منذ 2022 بظل توترات إسرائيل وإيران

ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد، الجمعة، مدفوعة بتصاعد التوترات في الشرق الأوسط في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على إيران، مما خلف تأثيرًا قويًا على الأسواق العالمية مع قلق المستثمرين من تداعيات هذه الأحداث على إمدادات النفط المستقبلية. وبينما حاولت الأسواق التماسك قبل الإغلاق، ظلت المخاوف قائمة بشأن التصعيد واحتمالات تأثيره على استقرار أهلية الإمدادات.

التحولات الأخيرة في أسعار النفط

شهدت أسعار خام برنت وخام النفط الأمريكي قفزات ملحوظة إثر تطورات التوترات في الشرق الأوسط، وارتفع خام برنت بنسبة 7% ليغلق عند 74.23 دولارًا للبرميل، بينما سجل النفط الأمريكي مكسبًا بنسبة 7.26% ليصل إلى 72.98 دولارًا للبرميل، محققين مكاسب أسبوعية تجاوزت 11% و13% على التوالي، وتعود مثل هذه القفزات إلى الذكريات الحادة التي عاشتها الأسواق عند بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، حينما انفجرت أسعار النفط بشكل هائل نتيجة تأثيرات جيوسياسية مشابهة.

ورغم التأكيدات الإيرانية أن البنية التحتية النفطية لم تُمس ولم تتأثر الهجمات إلا على المنشآت النووية والعسكرية، فإن الأسواق تحملت ارتدادات قوية نتيجة القلق من استمرار التصعيد وعدم السيطرة على الوضع. وجاءت تهديدات التصعيد المتبادلة لتشعل الأجواء أكثر، فيما يظل المستقبل غامضًا بالنسبة للامتداد الممكن للأزمة.

مستقبل مضيق هرمز وتأثيره على الأسواق

يعد مضيق هرمز من أهم نقاط شحن النفط في العالم، حيث يتم من خلاله نقل حوالي 20% من إجمالي النفط المستخدم عالميًا يوميًا، وبالتالي أي تصعيد يؤثر على هذا الممر الحيوي قد يؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار النفط عالميًا وهو ما يقلق الأسواق. وأكد المحللون أن تاريخ التوترات في منطقة الشرق الأوسط يُظهر أن التهديد على المضيق يجعل الأسواق أكثر تقلبًا، خاصة في ظل ارتباط الإمدادات العالمية بالممرات الحيوية.

وبحسب تصريحات محللين اقتصاديين، فإن أي خطوة نحو تصعيد الصراع قد تؤدي إلى سياسة “المنشآت مقابل المنشآت”، بحيث تنتقل الهجمات إلى قلب مواقع الإنتاج أو التصدير، مما قد ينقل الأزمة إلى مستوى أكثر خطورة، كما أوضح بيم هوف أن مضيق هرمز دائمًا مرشح لأن يكون نقطة انطلاق لأي أزمات كبرى في المنطقة نظرًا لدوره المحوري.

كيف يمكن للأسواق العالمية مواجهة الأزمة؟

التعامل مع هذه التقلبات الكبيرة يمثل تحديًا كبيرًا للدول والمستثمرين على حد سواء، إذ تحتاج الأسواق إلى خطط طوارئ مستدامة لتجنب شلل الإمدادات. إليك بعض النقاط الرئيسية التي يمكن اتخاذها لتخفيف أثر الأزمات على قطاع النفط:

  • تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد المفرط على نفط الشرق الأوسط.
  • الاستثمار في مشاريع الطاقة البديلة والمتجددة لدعم الاقتصاد وتحقيق الاستدامة.
  • تعزيز التعاون الدولي لتهدئة التوترات السياسية والجيوسياسية في المنطقة.
  • إدارة الاحتياطيات المحلية لكل دولة لتوفير استجابة طارئة عند الأزمات.

إلى جانب هذه الإجراءات، تبقى التجهيزات الطارئة لتعزيز أمن المعابر كالمضايق الدولية ضرورة حيوية لتجنب انهيار الأسواق، حيث يجب على القوى العظمى تعزيز التعاون لتأمين حركة النفط عبر القنوات الرئيسية مثل مضيق هرمز.

مقارنة بين أسعار النفط الحالية والسابقة

يعطي الجدول أدناه مقارنة سريعة بين أسعار النفط في أوقات التوترات الجيوسياسية المختلفة خلال الأعوام الأخيرة:

التاريخ خام برنت (دولار/برميل) خام النفط الأمريكي (دولار/برميل)
الغزو الروسي لأوكرانيا (2022) حوالي 120 حوالي 115
الهجمات على إيران (2023) 74.23 72.98
التوترات في الخليج (2019) 69.02 65.64

تلعب هذه البيانات دورًا كبيرًا في تفسير كيفية تأثر الأسعار على مدار السنوات بمدى شدة الأزمات ومدى ارتباطها بالمواقع النفطية أو الممرات الحيوية. ومع ضبابية المشهد الحالي، يبقى مصدر القلق الأكبر هو قدرة الأسواق على التكيف مع هذه التطورات دون أن تتأثر الإمدادات العالمية بالشكل الكارثي الذي يخشاه المحللون.