«مشهد مروع» هروب الحجاج أثناء القصف الإسرائيلي على مطار صنعاء ماذا حدث؟

الحجاج اليمنيون في معاناة بسبب الغارات على مطار صنعاء الدولي

شهد اليمن في الأيام الماضية تطورات مأساوية أثّرت بشكل كبير على الحجاج اليمنيين، حيث عاد عشرات منهم من مطار صنعاء الدولي بعدما أصبح من المستحيل مغادرتهم لأداء مناسك الحج في الأراضي المقدسة، إذ أتت غارة جوية إسرائيلية على آخر طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية وأدت إلى تدميرها، مما حال دون مغادرتهم وفق الخطط المقررة.

تداعيات غلق مطار صنعاء الدولي على الحجاج

الهجوم الأخير على مطار صنعاء الدولي لم يؤثر فقط في حركة النقل الجوي العامة، بل تسبب في إرباك خطط الحج، حيث كان من المقرر أن يغادر نحو 280 حاجًا من مناطق سيطرة الحوثيين، ومع عجزهم عن استخدام وسائل النقل الجوي، باتوا بين معاناة عدم السفر أو المخاطرة بطرق أخرى، مثل التحرك برًا إلى المناطق المحررة، وهو ما لا يفضله البعض خوفًا من الاعتقال أو التهديد الأمني.

تشير التقارير إلى أن مطار صنعاء يُعد المنفذ الجوي الوحيد المتاح للعديد من اليمنيين في المنطقة، ومع استمرار التصعيد العسكري، أصبح البحث عن وسائل بديلة لنقل الحجاج أمرًا بالغ الصعوبة، خاصة وأن الوقت ضيق قبل انتهاء موسم الحج، مما يضع هؤلاء الأشخاص في موقف صعب.

الأسباب التي دفعت لاستهداف مطار صنعاء

لم يكن استهداف مطار صنعاء الدولي مجرد إجراء عسكري عابر، بل أوضح الجيش الإسرائيلي أن الغارة تأتي ضمن حملة لردع ما وصفه بـ"التهديدات المستمرة من اليمن"، حيث اتهمت إسرائيل جماعة الحوثي باستخدام البنية التحتية المدنية في المطار لأغراض عسكرية. هذه ادعاءات متكررة أثارت قلق العديد من المنظمات الإنسانية كونها تؤدي إلى تصعيد الوضع وتعريض حياة المدنيين لمزيد من المخاطر.

منذ بداية الحرب في اليمن، كان استهداف المطارات والموانئ جزءًا من النزاعات القائمة بين الأطراف المختلفة، إلا أن الوضع يصبح أكثر تعقيدًا حينما يتداخل الجانب الإنساني، لا سيما في ظل ظروف الحاجة الملحة للحجاج إلى النقل السريع والمباشر، خصوصًا وأن السفر برًا أصبح مغامرة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لكثيرين.

البدائل المتاحة لنقل الحجاج اليمنيين

في ظل هذا الوضع المأساوي الذي يمر به الحجاج اليمنيون، يبدو البحث عن حلول بديلة أمرًا ضروريًا لتخفيف الضرر عن المتأثرين. يمكن اعتماد بعض البدائل للنقل، رغم التحديات الكبيرة:

  • فتح ممرات طيران مؤقتة بالتنسيق مع الأطراف الدولية، لتوفير رحلات خارج مناطق الاستهداف.
  • تنسيق الجهود مع المنظمات الإنسانية لتأمين سفر الحجاج من خلال رحلات برية محمية ومؤمنة.
  • التعاون مع خطوط جوية لدول مجاورة تسمح باستخدام مطاراتها لنقل الحجاج.

مع ذلك، فإن هذه البدائل ليست بالسهولة المرجوة، حيث تتطلب تنسيقًا دقيقًا على الصعيد السياسي واللوجستي، كما تحتاج إلى ضمانات أمنية وحلول سريعة لتجنب تفويت فرص الحجاج في أداء مناسكهم خلال موسم الحج الحالي.

جدول يوضح مقارنة بين وسائل النقل المتاحة حاليًا

وسيلة النقل المزايا التحديات
النقل الجوي سريع وآمن ووصول مباشر تعطل الخطوط الجوية وعدم توفر مطارات بديلة
النقل البري متوفر في ظل التنسيق الصحيح خوف الحجاج من الاعتقال وصعوبة التنقل في مناطق الاحتدام
التنسيق الدولي إيجاد حلول دبلوماسية فعّالة وسريعة تتطلب وقتًا طويلًا ومفاوضات معقدة

مع استمرار تصعيد النزاع وإغلاق المنافذ الجوية، يبقى مستقبل الحجاج اليمنيين الذين ينوون أداء فريضة الحج هذا العام غامضًا وصعبًا، إذ يبدو أن الحل الوحيد للاستجابة للوضع الإنساني الملح هو التفاعل السريع من قبل الأطراف الدولية والمحلية لإيجاد مسارات بديلة فعالة، من شأنها إنقاذ أمل هؤلاء الحجاج الذين وجدوا أنفسهم فجأة في قلب أزمة أكبر بكثير من قدرتهم على حلها.