«ثورة جديدة» الفضة والبلاتين يقتربان من كسر هيمنة الذهب السعرية

عصر المعادن النفيسة.. الفضة والبلاتين يضيقان الفجوة السعرية مع الذهب

عصر المعادن النفيسة يشهد تغيرات ديناميكية لافتة، فالذهب لم يعد وحده النجم البارز في سوق الاستثمار، فقد بدأت الفضة والبلاتين بتسليط الأضواء على قيمتيهما الاستثمارية والصناعية، حيث تعمل عوامل متعددة مثل الطلب الصناعي وقلة الإمدادات على تقليص الفجوة السعرية مع هذا المعدن اللامع، مما يجعلنا أمام مرحلة جديدة في أسواق المعادن.

الفجوة السعرية بين الذهب والفضة: حركة مستمرة

منذ عقود، ظلت الفضة دومًا في موقع الظل مقارنةً بالذهب، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت حركات أسعار ملفتة، خصوصًا مع تراجع نسبة الذهب إلى الفضة التي تجاوزت حاجز 100 في شهري أبريل ومايو، فتقلص هذه النسبة يعني تحركات صعودية للفضة واستعادة مكانتها كمساحة استثمارية جذابة، كما أن توقع وصول سعر الفضة إلى 40 دولارًا للأونصة بحلول الربع الأخير من عام 2025 يعكس نموذجًا إيجابيًا مدعومًا بانتعاش الطلب الصناعي، ذلك الطلب الذي يشهد نموًا كبيرًا في قطاعات مثل الإلكترونيات والطاقة الشمسية.

لعل الطلب المتزايد في السوق الصناعي هو العامل الأساسي وراء هذه الحركات، فالفضة ليست فقط جذابة للاستثمار ولكنها أيضًا مادة ضرورية لدفع عجلة التكنولوجيا والصناعات المتطورة، وهذا يجعلها حافزًا قويًا في سعيها لتقليل الفجوة مع الذهب.

البلاتين: فرص جديدة في سوق المجوهرات والصناعة

فيما يتعلق بالبلاتين، يتوقع الخبراء أن يشهد السوق نقصًا في الإمدادات نتيجة انخفاض إنتاج جنوب إفريقيا، والتي تعد المنتج الأكبر عالميًا لهذا المعدن، وقد أضافت زيادة الواردات الصينية مع ارتفاع معدلات الاستهلاك الصناعي بعدًا جديدًا على الطلب، كما أن المنتجات البلاتينية في صناعة السيارات واستخداماتها في التكنولوجيا النظيفة تلعب دورًا مهمًا في زيادة قيمتها.

من اللافت للنظر أيضًا أن الطلب على مجوهرات البلاتين يشهد نموًا، مما يزيد من زخمه في السوق العالمية، مع ذلك يظل الوصول إلى الأعلى بحاجة دائمًا إلى مزيد من الوقت والتوازن لمواكبة القفزات السعرية التي يسجلها الذهب، فاستمرارية هذه الديناميكية ستؤثر مباشرة على تقليل الفارق السعري بشكل ملموس.

توقعات أسعار الذهب ودور المستثمرين

على الرغم من أن الذهب لا يزال يحظى بالمركز الأول بين المعادن النفيسة، إلا أن الأسابيع الأخيرة أظهرت استقرارًا نسبيًا في الأسعار بعد موجات صعود ملحوظة، إذ وصل إلى مستويات قياسية بلغت 3500 دولار للأونصة في العام السابق، ويرتقب أن يتجاوز حاجز 4000 دولار خلال الأشهر القادمة وفقًا لتوقعات بنك أوف أمريكا، لكن المثير للاهتمام هو نسبة الاستثمار فيه، فالمعدن الأصفر لا يشكل سوى 3.5% من محافظ المستثمرين الإجمالية، ما يظهر وجود مساحة واسعة لنمو الطلب الاستثماري عليه.

من جهة أخرى، أظهرت البنوك المركزية اهتمامًا متزايدًا بحيازة الذهب كوسيلة للتأمين ضد الاضطرابات الاقتصادية، إذ بلغت الحيازات ما يعادل 18% من الدين العام الأمريكي المستحق، ويعكس ذلك أهمية الذهب كملاذ آمن خصوصًا في ظل المخاوف الجيوسياسية وضعف الدولار الأمريكي.

  • أسباب تضييق الفجوة السعرية بين المعادن النفيسة:
    – ارتفاع الطلب الصناعي على الفضة.
    – تقليص الإمدادات من البلاتين في الأسواق العالمية.
    – الاستثمارات المتنامية والبنوك المركزية الداعمة للذهب.
    – ضعف الدولار كدافع لتزايد الطلب على المعادن النفيسة.
العنصر الطلب الصناعي الارتفاع السعري المتوقع (2025)
الذهب محدود 4000 دولار للأونصة
الفضة عالي 40 دولارًا للأونصة
البلاتين متوسط ارتفاع تدريجي

بينما تواصل الأسواق العالمية تقلبها، تبرز الفضة والبلاتين كخيارات جذابة للمستثمرين الذي يبحثون عن التنوع في محافظهم، فالتغيير في ديناميات العرض والطلب، إلى جانب النمو الصناعي، سيعيد صياغة النظرة المستقبلية لهذه المعادن، مما يضعها على درب التنافس المحتدم مع المعدن الأصفر.