«سباق مذهل» الفضة والبلاتين يتحديان الذهب بفجوة سعرية متناقصة

عصر المعادن النفيسة.. الفضة والبلاتين يضيقان الفجوة السعرية مع الذهب

يشهد عصر المعادن النفيسة تغيرات ملحوظة، حيث لم يعد المشهد مقتصرًا على معدن الذهب فقط، بل بدأت المعادن الأخرى مثل الفضة والبلاتين في تضييق الفجوة السعرية بشكل تدريجي معه، بفعل عوامل استثمارية وصناعية أعادت تشكيل خريطة الطلب والعرض في هذه الأسواق، مما أحدث تحولًا واضحًا في النظرة المستقبلية لهذه المعادن.

العوامل الداعمة لارتفاع أسعار الفضة

الفضة، التي لطالما كانت الخيار الثاني في عالم المعادن النفيسة، أصبحت الآن محط أنظار المستثمرين والصناعات على حد سواء، فبعد ارتفاع نسبة الذهب إلى الفضة لتتخطى حاجز 100 في وقت سابق، بدأ هذا التباين يتقلص مؤخرًا، ما يعكس زيادة الطلب على الفضة، ومن المتوقع أن تصل أسعار الفضة إلى 40 دولارًا للأونصة بحلول الربع الرابع من 2025، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل مثل:

• ارتفاع الطلب الصناعي، خاصة في مجالات الإلكترونيات والطاقة المتجددة.
• زيادة الاستثمارات في صناديق الفضة المتداولة عالميًا.
• السياسات النقدية المرنة التي تدعم الاستثمار في الأصول الملاذية.

بالإضافة إلى ذلك، ساهم تحسن الأسواق العالمية وإطلاق مشاريع صناعية جديدة في تعزيز وضع الفضة، فهي تعد مادة أساسية في خلايا الطاقة الشمسية والكهربائية، ما يمنحها دفعة قوية لمواكبة الطلب الصناعي المتزايد.

تحديات البلاتين والفرص المستقبلية

أما البلاتين، فهو الآخر يسجل قفزات نوعية في السوق العالمية، ورغم أنه كان متأخرًا عن الذهب والفضة في السباق السعري، إلا أن التوقعات تشير إلى أنه على أعتاب طفرة جديدة، وقد توقع بنك أوف أمريكا أن يشهد البلاتين عجزًا في الإمدادات هذا العام نتيجة:

• تراجع الإنتاج خاصة في جنوب إفريقيا.
• زيادة الطلب من الصين على وارداته.
• ارتفاع الاهتمام بالمجوهرات البلاتينية مجددًا.

وعلى الرغم من هذه التحديات، يوفر البلاتين مجالًا واسعًا للنمو بالنظر لاستخداماته المتعددة، خاصة في أنظمة مكافحة التلوث في قطاع السيارات الكهربائية والهجينة، مما يعطيه أفقًا كبيرًا للتوسع مستقبلاً.

مقارنة الأداء بين الذهب والفضة والبلاتين

لتوضيح التغيرات في أسعار هذه المعادن وأهميتها، نعرض مقارنة بسيطة بين أسعار الثلاثة وأبرز العوامل المؤثرة:

يتضح من الجدول أن الذهب ما زال يحتفظ بمكانته كملك المعادن النفيسة، ومع ذلك فإن الفضة والبلاتين يشهدان صحوة قوية قد تغير ميزان السوق خلال السنوات المقبلة.

الطلب الاستثماري على الذهب وتأثير الأحداث الجيوسياسية

بما أن الذهب يظل الملاذ الآمن للاستثمار في أوقات الأزمات، فقد سجل ارتفاعًا في الطلب بنسبة 20% خلال الربع الأول من 2025، إلا أن الطلب على المجوهرات انخفض بنسبة 19% بسبب ارتفاع الأسعار، كما ساعد القلق من الأحداث الجيوسياسية مثل “يوم التحرير” وضعف الدولار على تعزيز مكانة الذهب، هذا بالإضافة إلى زيادة حيازات البنوك المركزية منه، حيث وصلت إلى مستويات تقارب 18% من الدين العام الأمريكي المستحق.

ومع استقرار الشراء الاستثماري مؤخراً، تظل التقلبات الاقتصادية والأحداث العالمية عوامل رئيسية تدفع أسعار الذهب نحو مستوى 4000 دولار للأونصة خلال الأشهر المقبلة. تتجه الأنظار الآن إلى كيفية تفاعل الأسواق مع هذه التغيرات، ومدى قدرة المعادن الأخرى على مواكبة هذا الزخم الذي تفرضه التحولات الاقتصادية الراهنة.