«غدير خم» ما هو عيد الغدير 2025-1445؟ دلالاته التاريخية والدينية بين المذاهب

يتساءل الكثير من المسلمين سنويًا: ما هو عيد الغدير 2025-1445؟ وما سر الاحتفال به في الثامن عشر من شهر ذي الحجة؟ يعد عيد الغدير من المناسبات الدينية البارزة لدى المسلمين الشيعة، حيث يحتفلون بذكرى يُعتقد أنها شهدت إعلان النبي محمد ﷺ للإمام علي بن أبي طالب خليفة ووليًا للمسلمين، مستندين إلى الحديث النبوي المعروف: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”.

ويُعرف هذا اليوم أيضًا باسم “عيد الولاية”، إذ يتجاوز البعد الاحتفالي ليأخذ طابعًا عقائديًا وسياسيًا لدى بعض الطوائف، بينما يظل مثار جدل واسع في أوساط المذاهب الإسلامية المختلفة، وعلى رأسها المذهب السني.

ما هو عيد الغدير 2025-1445 وأين وقعت حادثة الغدير؟

يرتبط اسم عيد الغدير بمكان يُدعى “غدير خم”، وهو موقع يقع بين مكة والمدينة، ويُعتقد أن النبي محمد ﷺ خطب فيه بعد حجة الوداع. بالنسبة لأتباع المذهب الشيعي، يُعتبر هذا اليوم إعلانًا رسميًا عن خلافة الإمام علي. أما أهل السنة، فيرون أنه لا يحمل دلالة على الخلافة، بل هو مجرد تأكيد على فضل الإمام علي رضي الله عنه.

كيف بدأ الاحتفال بعيد الغدير؟

بدأت طقوس عيد الغدير بشكل غير رسمي في القرون الهجرية الأولى بين أتباع الإمام علي، لكن مظاهر الاحتفال الرسمية لم تظهر إلا في العصر الفاطمي، ثم تعززت بشكل كبير في ظل الدولة الصفوية، حيث تم اعتماد عيد الغدير كعيد رسمي. ولا يزال يحتفل به حتى اليوم في عدة دول مثل العراق، إيران، لبنان، واليمن.

عيد الغدير بين الدين والسياسة

عند الحديث عن ما هو عيد الغدير 2025-1445، لا يمكن تجاهل البُعد السياسي، فقد استُخدم عيد الغدير عبر العصور لتعزيز شرعية الحكم الطائفي، كما حدث في الدولة الفاطمية والصفوية. وفي العصر الحديث، تُعد مدينة النجف مركزًا رئيسيًا للاحتفالات، حيث تُقام المواكب والفعاليات الدينية.

الجدل بين السنة والشيعة حول عيد الغدير

يرى أهل السنة أن عيد الغدير لا أصل له في الشريعة الإسلامية، ويستندون إلى أن النبي ﷺ لم يحتفل به، ولم يأتِ ذكره في عهد الخلفاء الراشدين أو الصحابة أو التابعين. وبذلك يُصنفونه ضمن البدع المحدثة. بالمقابل، يرى الشيعة أن هذا اليوم يحمل دلالة دينية عظيمة، ويستشهدون بالآية الكريمة:

“اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا”
ويعتبرون أن نزولها جاء عقب واقعة الغدير، وهو ما يرفضه أهل السنة الذين يؤكدون أنها نزلت في يوم عرفة.

موقف ابن باز من عيد الغدير

الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – كان له موقف واضح من هذه القضية، حيث اعتبر القول بأن النبي ﷺ نص على خلافة علي قولًا باطلًا لا يستند إلى دليل شرعي. وأكد على أن جميع الصحابة بايعوا أبا بكر الصديق بعد وفاة النبي، بما فيهم علي بن أبي طالب، ولم يُسجّل أنه طالب بالخلافة أو ذكر وصية صريحة.

هل وردت واقعة غدير خم في كتب السنة؟

نعم، وردت رواية غدير خم في كتب الحديث السنية، ولكن يتم تفسيرها في سياق مختلف، حيث جاء قول النبي: “من كنت مولاه فعلي مولاه” بعد مواقف انتقادية من بعض الصحابة تجاه علي أثناء قيادته في اليمن. لذا، يرى أهل السنة أن الحديث يُبرز فضل علي ولا يدل على خلافته.

عيد الغدير: بدعة أم مناسبة دينية؟

بحسب المؤرخين السنة مثل ابن كثير والذهبي، لم يُعرف الاحتفال بـ عيد الغدير إلا بعد سنة 352 هـ، عندما أمر معز الدولة البويهي بإظهاره كعيد رسمي. ووصفوه بأنه “بدعة شنيعة” لم يسبق أن احتُفل بها في عهد النبي ﷺ أو الصحابة.

إذن، فإن عيد الغدير 2025-1445 هو مناسبة دينية تُحييها الطائفة الشيعية في الثامن عشر من ذي الحجة كل عام، للاحتفال بواقعة يرونها إعلانًا رسميًا لخلافة الإمام علي. أما في المذهب السني، فلا يُعترف بهذه المناسبة وتُعتبر بدعة لم تثبت في النصوص الشرعية. وبين هذا وذاك، يظل عيد الغدير حدثًا دينيًا وسياسيًا يحمل دلالات عميقة تتقاطع مع التاريخ والعقيدة.