«محادثة خاصة» ماذا قال بوتين للرئيس العليمي في الكرملين؟

نشرت وسائل الإعلام الروسية الرسمية مؤخرًا مقطع فيديو يظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقاء بارز مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي في الكرملين، حيث تناولت المباحثات بين الطرفين ملفات مهمة توضح تطور العلاقات الثنائية بين روسيا واليمن، وتأتي هذه الزيارة في وقت محوري يعكس مسار التحولات الإيجابية في علاقات البلدين خلال السنوات الأخيرة.

تعزيز العلاقات الاقتصادية بين روسيا واليمن

ركزت المباحثات بين بوتين والعليمي على الملفات الاقتصادية وتعزيز التعاون الثنائي بشكل لافت، حيث أكد الرئيس الروسي أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين يبلغ نحو 400 مليون دولار، مع الإشارة إلى إمكانيات كبيرة لتوسيع هذا الرقم في مجالات متعددة تشمل الزراعة، الطاقة، التعدين، والثروة السمكية، كما عبّر بوتين عن أهمية استئناف أنشطة اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين في أقرب وقت ممكن.

يعد هذا التعاون التاريخي حجر الزاوية في العلاقات بين موسكو وصنعاء، إذ يمتد لحقبة تزيد عن مئة عام، حيث أسهمت روسيا في بناء بنى تحتية مهمة، مثل ميناء المياه العميقة والمصانع التي لا تزال تعمل حتى اليوم، وتعد هذه المبادرات دعامة قوية لاستمرار التعاون على المدى الطويل.

التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين

من بين إنجازات العلاقة الروسية اليمنية، يبقى التعاون الثقافي والتعليمي واحدًا من العلامات البارزة، إذ يُقدر عدد الطلاب اليمنيين الذين يدرسون في روسيا بنحو 1500 طالب، بينهم 400 طالب يحصلون على منح دراسية كاملة مقدمة من الحكومة الروسية، مما يجعل التعليم في روسيا جسرًا للتواصل الفكري وتعزيز التفاهم الثقافي بين الشعبين.

على صعيد آخر، ناقش الجانبان خلال الزيارة إمكانية تطوير برامج ثقافية وعلمية جديدة لتوسيع التبادل الثقافي بين البلدين، بجانب تركيزهما على إحياء الذكرى المئوية للعلاقات اليمنية الروسية والتي يستعد الطرفان للاحتفال بها بشكل ملائم.

العلاقات الدبلوماسية وجهود تعزيز التعاون الدولي

شهد اللقاء بين بوتين والعليمي حديثًا عن أهمية تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث أشار بوتين إلى استئناف السفارة الروسية عملها في صنعاء بعد فترة توقف طويلة بسبب الظروف السياسية، ما يعكس محاولة لتقوية التواصل بين المؤسسات الدبلوماسية والإدارات التنفيذية للبلدين.

كما دعا بوتين الرئيس العليمي إلى حضور قمة “روسيا – العالم العربي” المقرر انعقادها في أكتوبر المقبل، إذ تطمح موسكو إلى أن تكون القمة منصة لتعزيز التعاون العربي الروسي بشكل أوسع، مع توقع مشاركة أغلب الدول العربية في الحدث.

مجالات التعاون الحالية المستقبلية
التبادل التجاري 400 مليون دولار سنويًا توسيع التبادل ليشمل مجالات الطاقة والثروة السمكية
التعليم منح لـ 400 طالب يمني زيادة أعداد الطلاب وتحديث برامج التعاون الثقافي
البنى التحتية منشآت قديمة تشمل موانئ ومستشفيات تطوير مشاريع جديدة لتحسين البنى التحتية
  • إحياء ذكرى العلاقات اليمنية الروسية الممتدة 100 عام.
  • استئناف عمل اللجنة التجارية المشتركة.
  • تعزيز برامج التبادل الثقافي والتعليمي.
  • الإعداد للقمة الروسية العربية المرتقبة بمشاركة صنعاء.
  • زيادة الاستثمارات الروسية في المشاريع اليمنية.

يُظهر اللقاء بين الدكتور رشاد العليمي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين توافقًا واضحًا على ضرورة تعزيز التعاون الشامل بين الجانبين، مع التركيز على المصالح المتبادلة ووضع الأسس الصحيحة لبناء مستقبل قوي للعلاقات بين روسيا واليمن، هذا اللقاء يعكس أيضًا إدراك الجانبين لأهمية العوامل المشتركة كروافد لعلاقات استراتيجية تخدم استقرار المنطقة ومصالح الشعبين.