«تحركات مثيرة» الإيرانيين والحوثيين مع المبعوث الأممي في سلطنة عمان

جهود المبعوث الأممي في اليمن: تحركات لتعزيز فرص السلام والاستقرار

أجرى المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، زيارة رسمية إلى العاصمة العمانية مسقط، ركّز خلالها على التباحث مع مسؤولين عمانيين وإيرانيين، بالإضافة إلى قيادات حوثية بارزة، حول الوضع الراهن في اليمن والجهود المبذولة لتحقيق السلام المستدام، حيث تضمنت النقاشات قضايا ملحّة لضمان الأمان والاستقرار الإقليمي والدولي، مع التركيز على ضرورة تحويل الوقف الحالي للعمليات العدائية إلى خطوة جادة نحو بناء الثقة بين الأطراف اليمنية.

أهداف زيارة هانس غروندبرغ إلى مسقط

جاءت زيارة المبعوث الأممي لتسلط الضوء على محاور متعددة لضمان تقدم العملية السياسية في اليمن، كان أبرزها:

  • دعم حالة التهدئة والتوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار.
  • بحث الآليات الكفيلة بتثبيت الاستقرار في البحر الأحمر.
  • تعزيز التعاون بين الدول الإقليمية والفاعلين الأساسيين في الملف اليمني لتوفير ضمانات طويلة الأمد للمنطقة.

وأكد غروندبرغ أهمية الحل السياسي الشامل، مشددًا على ضرورة الإفراج عن المحتجزين تعسفيًا لدى الحوثيين، بما في ذلك موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني، وذلك كخطوة جوهرية لخلق مسار إيجابي نحو الثقة بين الأطراف كافة، حيث يرى غروندبرغ أن إحراز تقدم في هذه القضايا يمثّل بوابة لإنهاء أكثر من عشر سنوات من الصراع في اليمن.

زيارة الرياض: دعم لمبادرة وقف العدائية وتعزيز الاقتصاد

قبل توجهه إلى مسقط، اختتم المبعوث الأممي سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى في العاصمة السعودية الرياض، حيث تضمنت مباحثاته لقاءات مع شخصيات بارزة، من ضمنها وزير الخارجية اليمني والسفراء المعنيين، وناقش خلالها النقاط التالية:

  • ضرورة استئناف العملية السياسية والدفع بالمفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة.
  • تحقيق الاستقرار الاقتصادي كركيزة أساسية لدعم أي تسوية سياسية شاملة.
  • تعزيز التفاهمات التي تمت بعد إعلان وقف الأعمال العدائية بين جماعة الحوثي والولايات المتحدة.

كما أشاد غروندبرغ بخطوة وقف إطلاق النار التي أُعلن عنها في السادس من مايو الماضي، واصفًا إياها بأنها فرصة تاريخية لتحسين الأوضاع الإنسانية في اليمن، ولإثبات جدية الأطراف في الالتزام بتعهداتها السابقة، خاصة فيما يتعلق باتخاذ تدابير اقتصادية تحسّن حياة المواطنين وتخفف من حدة التدهور الاقتصادي الذي شهدته البلاد.

الحلول الاقتصادية: إحدى ركائز الحل السياسي في اليمن

يرى المبعوث الأممي أن الطريق إلى إنهاء الحرب يتطلب معالجة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي أثّرت بشكل كبير على المجتمع اليمني، إذ تعاني الأسر اليمنية من انعدام الأمن الغذائي والبطالة، ويتطلب ذلك إجراءات فورية لتحسين الوضع، من أبرزها:

  • إعادة تفعيل القطاعات الإنتاجية في البلاد.
  • تعزيز الشفافية في توزيع الموارد والإيرادات.
  • استئناف صادرات النفط والغاز لتمويل الاحتياجات الأساسية.

وفي هذا السياق، شدد غروندبرغ على أهمية الدعم الدولي لليمن، وربط الجهود الإنسانية مع الخطط الإنمائية طويلة المدى لضمان استدامة الحلول.

بيان توافقي بشأن الدفع بجهود السلام

الجانب المحاور الأساسية للمباحثات أبرز المشاركين
الجهود السياسية تعزيز التهدئة ووقف إطلاق النار أطراف يمنية ودولية
القضايا الإنسانية الإفراج عن المحتجزين وضمان حقوق المجتمع المدني الأمم المتحدة
قضايا اقتصادية تحسين الوضع المعيشي وإنهاء التدهور الاقتصادي دول إقليمية ودولية

يؤكد المبعوث الأممي كذلك على أن حل الأزمة اليمنية لا يمكن أن يتم بدون تنسيق مشترك بين كافة الأطراف، حيث يلعب المجتمع الدولي دورًا محوريًا في إحراز تقدم نحو تحقيق سلام شامل، وحث اليمنيين على اغتنام الفرص المتاحة لتجاوز الخلافات، مشيرًا إلى أن مستقبل البلاد يعتمد على قدرتها كدولة وشعب على الالتفات نحو المصالح الوطنية بعيدًا عن النزعات الفئوية.

تلعب التحركات الأممية دورًا بارزًا في تقريب وجهات النظر وإعادة بناء الجسور بين الأطراف المتصارعة، حيث تبقى الجهود مستمرة لوضع خارطة طريق واضحة لإنهاء معاناة اليمنيين، مع ترسيخ مبادئ الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة بأكملها.