«مشهد صادم» نساء يتزاحمن ليلاً في لحج بحثًا عن قطعة ثلج

وسط انقطاع تام للمرافق الأساسية، تعاني مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، من أزمة إنسانية خانقة تجمعت خيوطها على مدار سنوات من الإهمال والحرمان، حتى غدت الحياة فيها صعبة، بل وأقرب إلى معركة يومية للبقاء. في ظل هذا الواقع، تُطرح تساؤلات عديدة حول الحلول الممكنة لتحسين ظروف المواطنين وتأمين مقومات الحياة الأساسية.

انتشار أزمة المرافق العامة في الحوطة

تعيش الحوطة حالة انهيار شبه كامل في جميع الخدمات الأساسية، وخاصة الكهرباء والمياه، مما جعل السكان يكافحون تحت وطأة حرارة الجو المرتفعة، أضف إلى ذلك انقطاع الرواتب منذ أشهر طويلة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع، حيث تجد الأسر نفسها عاجزة عن تلبية احتياجاتها اليومية. انعدام التيار الكهربائي أصبح كابوسًا دائمًا للسكان، إذ تُترك الأسر، وخاصة الأطفال والنساء، تحت رحمة ضعف الإمكانات وغياب البدائل، بينما يشكل نقص المياه النظيفة ضغطًا إضافيًا على الأهالي.

مشهد النساء اللواتي يصطففن في الظلام أمام بائعي الثلج هو انعكاس حقيقي للمأساة التي تعيشها المدينة، هذا الجهد الشاق، الذي يبدو معدوم الجدوى، هو وسيلة وحيدة لتخفيف المعاناة عن الأبناء من الحرارة الخانقة، هذه الظروف أثارت ردود فعل متباينة من السكان، الذين صاروا يشعرون بالخذلان والإهمال، كل ذلك وسط صمت الجهات المسؤولة وكأن الأمر لا يعنيها.

الأوضاع الصحية والتعليمية في الحوطة

ليست المرافق العامة وحدها من تعاني الانهيار، بل إن الوضع الصحي والتعليمي أيضًا بات كارثيًا، المرافق الصحية شبه مغلقة أو تفتقر إلى التجهيزات الأساسية، مما يُعرض حياة المرضى للخطر، ويترك الأهالي بلا خيارات سوى السفر لمسافات طويلة لتلقي العلاج. أما التعليم، فقد أصبح ترفًا لكثير من الأسر مع تردي حال المدارس، وانعدام الدعم الحكومي المناسب لتحسين البيئة التعليمية أو توفير مستلزماتها.

الجدول التالي يوضح مقارنة بين الوضع السابق والحالي لبعض الخدمات الأساسية في الحوطة:

الخدمة الوضع السابق الوضع الحالي
الكهرباء انقطاع محدود انقطاع تام
المياه توافر جزئي ندرة شديدة
الصحة خدمات أساسية متوفرة شبه معدومة

ما يزيد من مرارة الوضع هو غياب الاهتمام من الجهات المسؤولة، التي باتت بحكم الغائبة تمامًا عن المشهد، تاركة المواطنين في مواجهة مباشرة مع الأزمات المتراكمة.

خطوات ممكنة لإنقاذ المدينة

إن الأزمة التي تواجه مدينة الحوطة ليست مستحيلة الحل، لكنها تتطلب إرادة حقيقية وتضافر الجهود. يمكن أن تساعد الخطوات التالية في تحسين الوضع بشكل تدريجي:

  • إقامة حملات دعم طارئة لتوفير الكهرباء والمياه في أسرع وقت
  • إصلاح شبكات البنية التحتية المتدهورة لضمان استدامة الخدمات
  • تعزيز الدعم المالي للأسر الفقيرة وتعجيل صرف الرواتب المتراكمة
  • تحسين الخدمات الصحية بالمرافق المحلية من خلال توفير المعدات والكوادر
  • إطلاق حملات تعليمية جديدة تهدف إلى إعادة بناء المدارس ودعم الطلاب

لا يمكن الاستمرار في تجاهل هذه المعاناة، فالمدينة أصبحت في حاجة ماسة لتغيير جذري ينقذها من حافة الانهيار، الأهالي لا يطالبون إلا بحقوقهم الأساسية التي يجب أن تكون مكفولة لهم.