«هجوم مفاجئ» الدكتور نجيب غلاب ينتقد الحوثيين ويسأل هل أفادوا اليمن

هل قدم الحوثي شيئاً نافعاً لليمن؟

هل قدم الحوثي شيئاً نافعاً لليمن؟ هذا السؤال الذي طرحه الدكتور نجيب غلاب، الباحث والمحلل السياسي، يعكس حال شعب بأكمله يعاني من تداعيات الحرب والصراع على مدى سنوات طويلة، أثار تصريح غلاب الجدل حول دور جماعة الحوثيين في تدهور المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي داخل اليمن، ودفع كثيرين للتساؤل عما إذا كانت تلك الجماعة قد أوصلت البلاد إلى الهاوية بسبب سياساتها الخاطئة والطموحات العابثة.

السيطرة على صنعاء وتأثيرها على اليمن

منذ سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء قبل ما يزيد عن ثماني سنوات، شهدت اليمن تغيرات سلبية جعلت المواطن البسيط يدفع الثمن باهظًا، فالبنية التحتية انهارت والمؤسسات الحكومية أصبحت عاجزة تمامًا عن تقديم الخدمات الأساسية، في ظل تفاقم انعدام الخدمات كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم، عاشت المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون فوضى تجلت في التصعيد الأمني المستمر والتدهور الاقتصادي، مما جعل اليمن يصنف من بين أكثر الدول معاناة إنسانيًا على مستوى العالم.

اتجه الحوثيون لفرض سياسة الجبايات المالية بشكل تعسفي وغير قانوني على المواطنين وأصحاب التجارة والمشاريع الصغيرة، ما أدى إلى زيادة معدلات الفقر وإفلاس الكثيرين، عناصر الجماعة استغلت السلطة التي استولت عليها بشكل قسري لتوظيفها لصالح مصالحها الشخصية، متجاهلة بذلك معاناة الشعب اليومية التي باتت أكبر من أن تُحتمل.

الجبايات غير الشرعية ونهب الأموال

أبدى غلاب استياءه من سياسات الجبايات التي تنتهجها جماعة الحوثي، والتي وصفها بأنها لا تعدو أن تكون اتفاق نهب منظم للمواطنين، هذه الجبايات التي تفرض تحت مسميات شتى لا تعكس سوى نهج الجماعة في تحويل مفهوم الحكم إلى أداة لتحقيق الربح الشخصي بدلًا من تقديم الخدمات العامة، بل بلغ الأمر حدّ استغلال الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه لتحقيق دخل غير مشروع.

القائمة التالية توضح أبرز ممارسات جماعة الحوثي التي عانى منها الشعب اليمني:

  • فرض ضرائب غير قانونية على الدخل، بما فيها المشاريع الصغيرة.
  • إطلاق حملات انتقامية تستهدف معارضيهم سياسيًا واقتصاديًا.
  • التحكم في توزيع المساعدات الإنسانية بما يخدم أجندتهم.
  • تهميش دور المؤسسات الحكومية وتحويلها إلى أدوات خاضعة بالكامل لهم.

وفقًا لهذا النمط المتكرر من الممارسات، يبدو أن الجماعة لا ترى في الشعب سوى وسيلة لجمع الأموال، مما يعمق الانقسام المجتمعي ويؤثر على النسيج الوطني بشكل عام.

ورقة حل الأزمة اليمنية: بين الانقلاب والعودة للشرعية

بينما ينتظر الشارع اليمني أي بصيص أمل للخروج من هذه الأزمة، يرى الدكتور نجيب غلاب أن عودة الدولة الشرعية هي السبيل الأوحد لإنهاء الانقلاب، الشعب أنهكته الحرب والخلافات، فيما تجاوزت المعاناة الإنسانية أسوأ السيناريوهات المحتملة، بالنظر إلى الانهيار الاقتصادي الحاد وما يتبعه من انهيار للعملة وتراجع القدرة الشرائية.

الجدول التالي يوضح بعض جوانب تأثير الانقلاب على الحياة اليومية في اليمن:

الجانب قبل الانقلاب بعد الانقلاب
أسعار المواد الغذائية معقولة ومستقرة مرتفعة بشكل غير معقول
الخدمات الصحية متاحة إلى حد كبير ضعيفة وشبه معدومة
شكاوى الفساد يمكن معالجتها نسبيًا متجذرة وغير محدودة

إذا كان السؤال هو “هل قدم الحوثي شيئاً نافعاً لليمن؟”، يبدو أن الإجابة الصريحة تأتي واضحة من الواقع المعاش، حيث لم تُسهم الجماعة إلا في زيادة تعقيد الأزمة، ولعل الحل الجذري يكمن في إعادة اللحمة الوطنية وعودة الدولة القادرة على بناء مستقبل جديد يعيد الأمل لليمنيين، الذين ينتظرون فرصة للحياة بكرامة وسلام.