أهالي العلواية بالإسكندرية يقدمون إفطارًا جماعيًا ضخمًا ينافس موائد القاهرة لـ15 ألف شخص

في أجواء رمضانية مفعمة بالود والتضامن، نظم أهالي منطقة العلواية في وسط الإسكندرية إفطارًا جماعيًا للعام الرابع على التوالي، حيث استقبلت مائدتهم أكثر من 15 ألف صائم. برعاية أهلية خالصة، تحولت شوارع المنطقة إلى مركز للتكافل الاجتماعي، مع أجواء احتفالية وأعمال تطوعية تعزز قيم العطاء والتجمع في شهر الخير.

الإفطار الجماعي: تعزيز الروابط بين أهالي العلواية

تعتبر مائدة الإفطار في العلواية ليست مجرد مناسبة لتناول الطعام، بل حدثًا اجتماعيًا يُعزز التآلف بين السكان. يقول حمادة عبد الكريم، أحد منظمي الإفطار، إن هذه الفعالية أصبحت تقليدًا سنويًا يضفي طابعًا مميزًا على رمضان في المنطقة. يتم تأسيس المائدة على مبدأ المشاركة، حيث يجتمع السكان وأفراد المنطقة بمختلف أعمارهم لتقاسم الطعام وتجديد الروابط الاجتماعية التي تخدم فكرة الوحدة والتعاون.

تحضيرات شاملة وجهود تطوعية مذهلة

بدأت الاستعدادات لهذا الحدث المميز قبل حلول شهر رمضان، حيث يعمل سكان العلواية معًا كوحدة واحدة. يُشارك الشباب بشكل كبير في إعداد المكان وتجهيز المقاعد والطاولات، بينما تتوزع المهام بين الطهي، والتغليف، والاستقبال. يضيف كريم علاء، أحد المتطوعين، أن الأجواء داخل الشوارع كانت أشبه بخلية نحل، مشيرًا إلى أن هذا الحدث لا يقتصر على الأهالي فقط، بل يتسع ليشمل العابرين والمتواجدين في محاور الإسكندرية المختلفة.

روح رمضان: أجواء رمضانية خاصة

تُعتبر شوارع العلواية رمزًا للأجواء الرمضانية المميزة بفضل الزينة، والفوانيس المتلألئة، والتواشيح التي تنطلق من المنازل والمحلات. يؤكد مؤمن عبد الكريم أن هذه الفعالية لا تخدم فقط الجانب المادي بتوزيع آلاف الوجبات على المحتاجين، بل تعمل على إحياء القيم الرمضانية مثل الروحانية، والتكاتف، والتآخي. يبرز الحدث كمثال حي على التعاون المجتمعي وقيمة التشارك في شهر رمضان.

بهذا النجاح اللافت، يثبت أهالي منطقة العلواية أن روح الكرم والتكافل في رمضان ليست حكرًا على مكان بعينه، بل تمتد لتشمل الجميع، ما يُعزز من قيمة الشهر الفضيل ويترك بصمة لا تُنسى في القلوب.